شرح افضل موقع شرح عربى متكامل |
|
| الرجل ذو اللحية السوداء .. | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 8:51 pm | |
| توقفت السيارة بساره عندما كانت تجهز ورقة جديده وهى تجلس فى مؤخرة السياره, ومن وقت لآخر تلقى نظرة على الرجلين لتتأكد من أنهما لم يشعرا بما تفعله أخفت ساره النوته والقلم فى جيبها بمجرد أن توقفت السياره. بعد قليل...فتح باب السياره لتجد أمامها أحد الرجلين يدعوها للنزول من السيارة نزلت ساره ببطء وأخذت تتأمل المكان من حولها عرفته على الفور..انها حديقة مصحة د. توم برجمان, كانت تسير فى الحديقة وأحد الرجلين يتقدمها والثانى يسير خلفها, والذكريات تتداعى الى رأسها..مرات عديدة زارت فيها المصحه, تذكرت جلسات العلاج النفسى, والعلاج بالموجات الكهرو مغناطيسية. دخلت المبنى وظلت تسير بين الرجلين حتى توقفت القافلة الصغيرة أمام احدى الحجرات, فتح الأول باب الحجرة وتراجع قليلا ليفسح لساره المكان لتدخل, دخلت ساره بخطوات متردده, لكنها ارتدت الى الخلف عندما وجدت جيف أمامها بنظراته الصارمه, وعندما أدركت عدم جدوى اظهار الخوف, قررت طلاء وجهها بالجمود اقترب منها بخطوات بطيئه, وهى تحاول قدر ماتستطيع تجنب النظر اليه, حتى لا يغافلها الخوف ويهرب من ملامحها قال بأسلوبه البطئ الهادئ, والذى بدا لها فى هذه اللحظة مخيفا بحق : للمرة الثانية تهربين منى, لقد حذرتك من قبل قالت بصوت لم تستطع اخفاء نبرة الضعف فيه : لم أعد أريد العمل معكم قال وصوته يحتد : ساره, أنت التى تقولين ذلك؟ وبعد كل ما فعلناه لأجلك؟ أتظنين أن ترك العمل معنا ..... تغيرت لهجته الى مزيج من السخرية والشراسة وهو يكمل : بمثل سهولة تمزيق ورقة من نوتة زرقاء صغيرة والقائها فى الطريق؟ رفعت وجهها اليه وفقدت كل سيطرة على الرعب الذى قفز من ملامحها اقترب منها أكثر وهو ينظر اليها بشراسة : أتظنى أن حيلتك الساذجة يمكن أن تخدعنى؟ هز رأسه نفيا وهو يكمل بسخرية : أنت ساذجة للغاية يا صغيرتى. منذ اللحظة التى وطئت قدميك فيها أرضى , وكل أنفاسك وهمساتك وحركاتك تحت عينى بدأت ساره ترتجف رغما عنها وابعدت عينيها عنه حتى لا يزداد خوفها, لكنه استدار ووقف أمام عينيها مباشرة وقال : وكل مافعلتيه لتجعليه يتبعك الى هنا اشتدت ضربات قلبها وبدأت تتراجع للخلف ببطء تحت وطئة نظراته الشرسه, حتى اصطدمت بأحد الكراسى , فارتمت عليه دون ارادتها, ووجهها يحملق فيه بخوف اقترب منها وهو يكمل : بل الأكثر من ذلك , لقد أرسلت من يساعده على تتبعك, وكان يلقى اليه بأوراق مشابهه فى الطريق, ليسهل عليه أمر الوصول اليكى أكمل بسخرية : يجب أن تكونى ممتنه لكل ما أفعله لأجلك بدأت الدموع تملأ عينيها رغما عنها وهى تحملق فيه بخوف, وتهمس بصوت مرتجف : لماذا؟...لماذا تفعل كل هذا؟ قال : أخبرتك من قبل ..أنت ملكى, أنا الذى استلمتك قطة صغيرة وحيدة , لاتدرى شيئا عن الحياة, وعلمتك كل شئ والآن بعد كل تلك السنوات , تكبرين, وأول من تنشبين فيه مخالبك, هو أنا ! قالت بصوت مرتجف : أنا..أنا .. لا أريد العمل معكم..من حقى أن أختار أين أعمل قال بسخرية : للأسف, فات الأوان يا صغيرتى سمعت ساره صوت الباب الجانبى للحجرة يفتح, أدارت وجهها بتلقائية, لتجد أمامها شابا فى أواخر الثلاثينات ,ذو وجه مربع حليق, ونظارة طبية أنيقة, وشعر اسود ناعم قصير كان يقف عند الباب وابتسامته الشاسعه تتألق بشده وهو يقول بمرح : ساره العزيزة, اشتقت اليكى كثيرا التفت الى جيف وقال بعتاب : جيف, كم من مرة أخبرتك ألا تكون قاسيا مع انسانة رقيقة وحساسة كساره؟ عاد يتأمل ساره وهو يبتسم ويتقدم منها ويديه داخل جيب معطفه الطبى عقدت ساره حاجبيها وتعجبت كثيرا, فبرغم أن توم طبيب, لكنها المرة الأولى التى تراه فيها يرتدى معطفه الطبى أخذت تنظر اليه بتوجس وهو يقول بلهجته المرحه الودوده وهو يتأمل وجهها : واو...لقد ازداد جمالك أضعافا, كما أن هذا الإيشارب يلائمك تماما , حقا يروق لى قالت ساره بخوف وهى تنقل عينيها بينه وبين جيف الذى جلس عن يمينها : لا أريد البقاء هنا, دعونى أرحل ابتسم لها ابتسامته الشاسعه, ثم أعطاها ظهره واتجه الى المكتب الذى يقع فى جانب الحجره وهو يقول : بالطبع يا عزيزتى, من يستطيع أن يرفض طلبا للعزيزة ساره ؟ تناول شيئا من على المكتب ثم عاد اليها , تأملت ساره الحقنه التى فى يده وبها سائل شفاف برعب وهى تسمعه يقول بلهجته المرحة المستفزة : آخر زيارة لكى هنا منحتك شيئا يخصنى, وأنا أريد ذلك الشئ, وبمجرد أن آخذه , سأدعك تذهبين بسلام. رغم أنى سأحزن كثيرا لفراقك يا عزيزتى نظر اليها وقال بود : هيا...اكشفى ذراعك انتفضت برعب وضمت يديها الى صدرها وهى ترتعش : لا ..لا تفعل قال بهدوء : يوما ما , كنت تثقين بى ثقة عمياء. كنت مؤمنة تماما بقدرتى على ازالة كل آلآمك يجب أن تثقى بى يا عزيزتى, فمهما حدث, لا يمكننى ايذائك انتفضت بشده والهلع يطل من عينيها وأرادت الهرب , لكن يدى جيف القويتان أمسكت بذراعها ومنعتها من الهرب كشف عن ذراعها بقسوة وثبته الى ذراع الكرسى الذى تجلس عليه, وأمسك توم بالحقنه وغرزها فى ذراعها وهو يقول بهدوء : لا تخافى, فقط استسلمى للنوم سقطت رأسها للوراء وبدأت أجفانها فى التثاقل وهى تنظر اليهما, واهتزت الصورة أمام عينيها بشده , حتى أظلمت تماما. .................................................. .. | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 8:51 pm | |
| ظل على يسير بالتاكسى لمدة طويلة وهو يتأمل معالم الطريق جيدا, حتى لاح له مبنى كبير مكون من عدة طوابق له حديقة كبيرة ويحيط به سور ضخم. لم يكن بالمبنى شئ مميز يلفت الإنتباه, لكن ما جعله يعتدل فى جلسته , وتتحفز كل عضلاته, هو الإسم الذى كتب على المبنى بخط كبير(مصحة برجمان للإستشفاء) أغمض عينيه وتنهد براحة وهو يتمتم بالحمد والشكرلله, لقد عرف أين زوجته. كانت الذكريات تطوف برأسه, البحر, السماء, الرمال, وساره وهى تحكى له عن الأيام التى قضتها فى مصحة برجمان. انتبه على صوت هاتفهه المحمول وهو يرن, وعندما نظر الى شاشته عرف الرقم على الفورو امتلأ وجهه بالضيق وهو يتحدث الى مصطفى فى الهاتف ويقول بحدة : ماذا تريد؟ اجابه مصطفى ببضعة عبارات مرمزه فهم منها على أن مصطفى يريد لقاءه فورا ضغط على أسنانه بغيظ ورفض بحدة شديدة وبنفس الأسلوب المرمز صمت مصطفى قليلا, ثم عاد ثانية يأمره بمقابلته بشكل ضرورى, ثم أعطاه عنوانا قريبا اغلق على الهاتف وهو يتقطع من الضيق, ونظر الى الطريق الذى أخذ يلتف ويلتف معه التاكسى ليقترب أكثر وأكثر من مصحة برجمان, وعندما وصل الى الباب الرئيسى لم يتوقف, ولم يهدئ من سرعته بل تجاوزه واستمر يسير فى الطريق, عابرا من امام المصحة, ليتركها خلفه بناء على أمر من على. سار التاكسى لفترة, ثم انحرف الى اليمين فى طريق جانبى وسار لمدة طويلة حتى استوقفه على وغادره, ورحل التاكسى ليقف على وحيدا وسط الطريق الخالى. لم تمضى سبع دقائق حتى لاحت من بعيد سيارة زرقاء صغيرة, ظلت تقترب حتى توقفت أمام على ركب على فى المقعد الخلفى, وانطلقت السيارة مسرعة وصلت السيارة التى تقل علي الى فيلا أنيقة, ودخلت من الباب الكبير , لتتوقف داخل حديقة الفيلا خرج على من السيارة واتجه بخطوات سريعه الى باب الفيلا, وعندما دخل وجد أمامه مصطفى دخل مصطفى الى حجرة المكتب وتبعه علي بصمت, وعندما التفت مصطفى اليه, تجهم وجهه بشدة, فبادره مصطفى قائلا : حذرتك من قبل من مخالفة الأوامر, انظر الى أين وصل بنا الحال؟ قال على بحدة : لماذا اختفيت؟ تعمدت أن تختفى, اليس كذلك؟ تمسك مصطفى بصعوبة ببعض من هدوءه وهو يقول : كنت مضطرا, انت كالحصان الجامح, من الصعب السيطرة عليه ان أردت النجاة لك ولزوجتك فيجب أن تستمع لما أقوله لك وتنفذه الأوامر بدقة, فلا مكان هنا لمزيد من المفاجآت هز على رأسه بأسف وهو يقول : لقد اختطفوها امام عينى, والآن ..ماذا سنفعل لنخلصها من بين أيديهم؟ مصطفى : لا شئ..فقط سننتظر على بحدة شديدة : ماذا؟ ..ننتظر ! انها الآن فى خطر داهم مصطفى بهدوء : اطمئن, لن يؤذوها..يجب أن تثق بى صرخ علي بحدة : لا تحدثنى عن الثقة وهى هناك وحدها بين أيديهم اقترب مصطفى من النافذه وازاح الستائر وأعطى لعلي نظارة مكبرة وهو يقول : انظر أمامك نظر علي من خلال النظارة المكبرة, وعلى ضوء الغروب ظهر بوضوح أمامه مبنى مصحة برجمان قال مصطفى بهدوء : هل صدقت الآن أننى لم اترككما كما كنت تعتقد؟ قال علي باصرار : يجب أن نخرجها من هناك مصطفى : اطمئن لن يؤذوها, هناك شئ ما يريدونه منها,يجب أن نعرف ما هو التفت الى علي وقال بلهجة فيها الكثير من الإهتمام وهو يرفع سبابته ويشير الى رأسه بجوار أذنه مباشرة : شئ ما هنا اتسعت عينا علي بدهشة كبيرة ومصطفى يكمل : أتذكر الأشعة التى أجرتها بناء على طلب الطبيب؟ بقى علي صامتا ليدع له الفرصة ليكمل : أظهرت صورة الأشعة وجود جسم غريب داخل رأسها بجوار الأذن اليسرى لم يكن بامكان الأطباء العبث بدماغها ونحن لا نعرف كنه هذا الشئ ولا كيف نخرجه, فربما يؤذيها, هذا رأى المتخصصين الذين شاهدوا صورة الأشعة, كما انه لم يكن من الممكن تعريض العمليه للكشف بخطوة كتلك, لذلك فلقد احتفظنا بنسخة من صورة الأشعة وتركنا الأصل كما هو علي بدهشة : لكن صورة الأشعة كانت سليمة تماما بشهادة الدكتور عبد الرحيم قال مصطفى : وهل تظن أنهم بهذه السذاجة ليتركوا الأمر ينكشف, لقد قاموا بتبديل صورة الأشعة قبل أن يغادر مركز الأشعة شرد علي بعيدا ودق الخوف قلبه وصوت مصطفى يدوى فى أذنيه : كان يجب أن نعيدها الى من أدخل ذلك الشئ فى رأسها, كنا متأكدين من أنهم يريدونه أكثر منا وكانت الأمور تسير تماما كما خططنا, حتى هربت منهم, كنت أعلم تماما أنهم لن يتركوها, وسيجبرونهخا على العودة اليهم ضاقت عينا علي وهو يقول : لهذا اختفيت, ولم تأتى لمقابلتى عندما طلبتك مصطفى : بل الأكثر من ذلك , كنت أدبر لك خطة لإبعادك عن الأمر لتسير الخطة كما نريد, بدون عقبات ولا مفاجآت عقد علي حاجبيه بغضب وهو ينظر الى مصطفى الذى قال : تهورك سيفسد كل شئ, يجب أن تهدأ وتفكر فى كلامى بعقل علي : ماذا لو أخذوا مايريدون , ثم قرروا قتلها , هل ستستطيع انقاذها؟ مصطفى : اطمئن, لن يفعلوا أكمل بتأكيد عندما وجد الشك مطلا من عينيه : ثق بى ظل علي يتأمله بصمت والغضب يزداد فى ملامح وجهه ثم قال بعد مدة : عندما تكون وحيدة هناك بينهم فلا مكان لعقل أو تفكير قال مصطفى : لا تنسى انها كانت بينهم من قبل مط على شفتيه وضاقت عيناه : وقتها لم تكن زوجتى شعر مصطفى أن علي سينفجرفى أية لحظة بتصرف ما غير مضمون العواقب, فقال مطمئنا اياه : دع الخطة تسير, وأنا أعدك أن.. قاطعه علي بحدة : لا يمكنك أن تعد بشئ, انها الان بين أيديهم مختطفه, ألا تفهم؟ زوجتى مختطفة رغم ارادتها, لقد كانت خائفة للغاية, كانت تريد فقط العودة الى مصر اكتست ملامحه بالإصرار وهو يقول بقوة : وأنا وعدتها أن أعيدها الى مصر.....ولن أخلف وعدى اتجه الى باب الحجرة بخطوات سريعة, لكن مصطفى جذبه من كتفه بقوة, وأمسكه من ملابسه وهو يقول : لن أدعك تفسد الخطة... لم يكمل مصطفى الجملة, فقد لكمه على لكمة عنيفة غاضبة دفعته للخلف, وأجبرته على ترك ملابسه اعتدل بسرعة, لكن علي كان قد غادر الحجرة بل الفيلا كلها عدوا وبسرعة كبيرة, وانطلق يجرى فى الطريق متجها نحو المصحة. | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:03 pm | |
| لم يتوقف على عن الجرى حتى وصل الى الباب الخارجى للمصحة وقف أمام الباب, وأخذ ينظر من خلال الأعمدة الحديدية للحظات وهو يلهث بقوة وعرقه يتصبب بغزارة. فتح الباب ودخل, سار فى الحديقة الكبيرة وعينيه تدوران فى المكان تتأملان كل جزئيات الحديقة, حتى وصل الى المبنى الكبير. وبمجرد أن اقترب من المدخل, انفتح الباب الزجاجى اوتوماتيكيا, فدخل مباشرة بخطوات جريئة اقترب من مكتب موظفة الإستقبال وقال مباشرة : أريد مقابلة د. جيفرى باركلى تأملته الموظفة قليلا ببرود, ثم نظرت فى شاشة الكمبيوتر التى أمامها وقالت : ليس لدينا نزيل بهذا الإسم قال باصرار : اذا . أريد مقابلة د. برجمان قالت بنفس حروفها البارده : هل لديك موعد سابق؟ قال بغلظه : لا , ولكنى سأقابله الآن هزت رأسها ببطء وقالت ببرود : عفوا, لا يمكنك .... تركها على قبل أن تكمل الجملة واتجه الى الداخل اعترضه رجلان يرتديان زى حرس الأمن, هم على أن يشتبك معهما, الا أن صوت الموظفة جاء من خلفه : توقف التفت اليها فقالت وهى تنزل سماعة الهاتف من على أذنها : د. برجمان سيقابلك الآن اقتاده أحد الحارسين الى المصعد وسار على خلفه بهدوء حتى توقف المصعد فى الدور الثالث وسار على خلف الحارس حتى وصل الى احدى الحجرات, فتح الحارس الحجرة وتنح جانبا دخل على بخطوات بطيئه وهو يتأمل المكان من حوله جيدا كانت حجرة واسعه أنيقه, فى وسطها مكتب كبير أنيق يجلس خلفه جيف تقدم علي منه ببطء وهو يتأمله مليا بتحدى,وبادله جيف بقذائف النظرات الصامته المتحديه لم يستمر الصمت طويلا , تكلم جيف وهو يتأمل على من فوقه الى تحته : اذا....فأنت على ظل علي على صمته وهو يتأمل جيف وفى عينيه غضب مكتوم أكمل جيف : كم كنت أتوق لرؤيتك...أظن أنك لا تعرفنى؟ أخيرا تكلم على : على العكس, أعرفك جيدا, كما أفهمك جيدا جدا جيف بابتسامة صفراء : حسنا , لن نضيع الوقت فى تعارف ممل, لندخل مباشرة فى الموضوع...ماذا تريد؟ بادله على بنفس أسلوبه المباشر : أريد زوجتى نهض جيف من خلف مكتبه واقترب من على بخطوات بطيئه ونظراته القاسيه مسلطة عليه وهو يقول ببرود : ماذا لو لم تكن هنا؟ على بسخرية : أتظننى من السذاجة لأصدقك؟..أنا متأكد تماما أنها هنا. هز جيف رأسه وقال : نعم , أعلم تماما أنك لست ساذجا أبدا, الرجل الذى يستطيع اختراق ساره لا يمكن أن يكون ساذجا على : هل سترسل اليها لتحضر الى هنا, أم أضطر للبحث عنها بنفسى؟ نظر اليه جيف طويلا, ثم قال : يبدو أنك لاتدرك أين أنت على بتحدى : كل ما أدركه أن زوجتى هنا ويجب أن أراها التفت الإثنان على صوت الباب الجانبى للحجرة وهو يفتح, ويظهر من خلفه توم بردائه الطبى الذى يرتديه فى حجرة العمليات نظر الى على وابتسم ابتسامته المستفزه وهو يقول : اذا, هذا هو البطل , أتى لإنقاذ حبيبته من الأسر. عجبا, ولكن أين السيف؟ ضاقت عينا على وهو يتأمل توم الذى أخذ يدور فى الحجرة قائلا : أتعلم؟ أنا أتأثر كثيرا بقصص الحب العنيفه وتتساقط دموعى كلما رأيت مشهدا رومانسيا يبدو أن القصة هذه المرة لم تنتهى بزواج الحبيبين, بل بدأت بالزواج..ترى ماذا ستكون النهايه؟ والان, الفارس النبيل فى موقف لايحسد عليه, ماذا سيختار؟ حبيبته.......أم وطنه؟ عقد علي حاجبيه بشدة وظهرت الدهشة فى ملامحه ابتسم توم بسخريه وقال : لاتتعجب, فأنا أعشق اللعب بالورق المكشوف, كل منا يعلم من يكون الآخر, فلم المناورات اذا؟ ان الصفة المميزة فيك والتى جذبت ساره اليك , هى صدقك تنهد وهو يكمل : حقا لا أدرى, هل الصدق فى هذا العالم ميزة أم عيبا؟ كانت ساره دائما تبحث عن الصدق فى كل شئ, ولكن للأسف بعض الصدق يكون انتحارا فالرجل الذى أحبته لصدقه, هونفسه الذى سيلف حبل المشنقه حول عنقها قال على بحدة : لم آت الى هنا لأستمع الى محاضرة عن الصدق, أريد زوجتى حالا قال توم وابتسامته المميزة تتسع : أتعلم أننى معجب بك كثيرا؟ أنت وحدك استطعت التغلب على أبحاث سنوات وسنوات تنهد وشرد بعيدا وكأنه يحكى قصه : جاءت ساره الى أمريكا وهى صغيرة للغاية. من أول يوم لها فى الجامعه وهى تبدو مختلفه عن الأخريات حاولنا بكل الوسائل ان نشكل عقلها وشخصيتها الجديدة, لكن عقلها كان شديد الجموح, يصعب السيطرة عليه, بذلنا معها مجهود لايمكن أن تتخيله, استخدمنا معها العقاقير الطبية والموجات الكهرومغناطيسية, ورغم كل هذا, لم نستطع أن نحكم سيطرتنا على عقلها تماما, فكلما وضعت فى اختبار, كانت دائما تختار الأسوء وكأن هناك شئ ما يردها الى ماضيها البعيد, ويقف سدا منيعا بيننا وبينها, شئ لم نستطع قهره فيها فكرنا أكثر من مرة فى انهاء الأمر واعادتها الى مصر, لكن موقع أبيها كان شديد الإغراء بالنسبة لنا, كانت فرصه من الغباء تركها ولكن .. ظهورك فى حياتها أفسد كل شئ هز رأسه ومط شفتيه وهو يقول : أخطأت كثيرا بقدومك الى هنا, كان عليك أن تطيع صديقك ....مصطفى البندارى عقد على حاجبيه بشدة وهو ينظر الى توم بغضب وتحفز, لكن توم أكمل بسخرية لاذعه : أتظن أننا أغبياء؟ ساره مهمة بالنسبة لنا. لذلك فهى دائما تحت أعيننا,هنا, أو فى مصر, ومن الطبيعى عندما يقترب منها انسان بمثل هذه الدرجه يصبح هو الآخر تحت أعيننا. ومن قبل حتى أن تطأ قدميك مكتب صديقك مصطفى البندارى ضغط علي أسنانه بغيظ وقال بحدة : أين ساره؟ توم ببرود : عجبا, ماذا تريد منها؟ أتريد أن تسلمها اليهم ليشنقوها؟ علي بنفاذ صبر : أين زوجتى توم : اطمئن, زوجتك هنا فى أمان علي بحده : ماذا فعلتم بها؟ توم ببرود : لم نفعل شئ, فقط استعدنا شئ لنا كان بحوزتها فتح توم كفه أمام على ليظهر فيه جهاز الكترونى غريب الشكل وصغير للغايه وهو يقول بسخريه : لا شك أن صديقك مصطفى قد يقتل نفسه ليحصل على هذا, منذ أن رأى صورة الأشعه وانا متأكد أنه لن يهنأ له بال الا اذا عرف ما هذا تأمل علي الجهاز بدهشه كبيره, ولمعت عينا جيف وقال بلهفه : استطعت اخراجه أخيرا؟ولكنك استغرقت وقت أطول هذه المرة التفت اليه توم وقال : لقد تحرك الجهاز من مكانه, كان من الصعوبة حقا اخراجه, وبعد أن نجح د. آدمز فى اخراجه, اكتشفنا انه تعطل تماما جيف باهتمام كبير : كيف حدث هذا؟ توم : يبدو أنها سقطت على رأسها سقطة عنيفة, أو اصطدمت بشئ, أو أصيبت بشكل ما, أو......... التفت الى علي وضاقت عيناه وهو يكمل ببطء : أو تعرضت لصفعة عنيفه ظهر الذهول على وجه على, وشرد بعيدا وهو يتذكر ذلك اليوم الذى صفع فيه ساره, أفاق من شروده عندما اقترب منه توم وهو يقول : لقد صفعتها...أليس كذلك؟ تحولت ملامحه الى كتله من الغضب ونظر اليه بشراسه وقال : أتعلم ماذا فعلت؟ لقد أفسدت جهاز بملايين الدولارات صفعة واحدة أضاعت سنوات من الجهد والعمل المتواصل والتدريبات المستمره علي بتساؤل حقيقى : ما هذا الشئ؟ توم : أقدر مدى قلقك على زوجتك , لذلك سأحاول أن أشرح لك الأمر بشكل مبسط ,لأنك لن تفهم الجانب العلمى هذا الجهاز هو أحدث وأصغر كاميرا الكترونيه فى العالم, أعظم اختراع عرفته البشريه فى مجال التجسس حتى الآن بعمليه جراحيه بسيطه للغايه وبمنظار جراحى توضع هذه الكاميرا داخل الرأس أمسك بأصابعه رقاقه شفافه صغيره للغايه تشبه عدسات العيون الطبيه وأكمل : أما هذه فهى شريحه الكترونيه شفافة وحساسه للضوء للغايه, تثبت فوق عدسة العين مباشرة, انها تشبه العدسات الطبيه, ولكن لايستطيع أحد نزعها سوى الطبيب الذى وضعها. عندما يسقط الضوء عليها, تتضح الصوره التى أمامها بكل معالمها, وعندما تغلق الجفون تسجل الصوره وترسلها مباشرة لتخزن فى جهاز الكمبيوتر المثبت داخل الرأس هذا الجهاز يخزن بلايين البلايين من الصور, وعندما تمتلئ سعته, يغلق ذاتيا ويعمل كحافظه للصور التى التقطها حتى يأتى الطبيب المختص ويقوم بنزعه لتبدأ عملية استخراج الصور وتنزيلها على جهاز خاص يكبرها ثم يبدأ الخبراء فى عملية تنسيق الصور وفرزها واستخراج ماهو مهم لنا منها لا يمكننى أن أنكر كم استفدنا من المعلومات القيمه التى أحضرتها لنا ساره طوال ثلاث سنوات كامله دون أن تدرى ولكنك ظهرت, وبصفعة واحده, هدمت كل شئ, دمرت جهاز بملايين الدولارات, وكشفت عملية محكمة السريه شرد على بعيدا وابتسم بحنان : اذا....ساره بريئه...بريئه ابتعدت عينا توم عن وجهه قليلا, لتتأمل الباب الذى خلفه وهو يقول : ولكن, من سيصدق ذلك؟ والآن بعد أن استعدنا الكاميرا, لا أمل فى إثبات براءتها, ولا أمل لها للنجاة من الإعدام ترى, ماذا ستفعل ساره عندما تعرف أن حبيبها الوحيد هو الذى أبلغ عنها وقادها بيديه الى حبل المشنقه؟ نظر اليه علي بغضب وهم أن يقول شئ, لكنه انتبه أن توم لا ينظر اليه, بل الى شئ ما خلفه التفت بحده الى حيث ينظر توم ليفاجأ بساره تقف عند الباب وهى ترتعش والدموع تسيل على وجنتيها أنهارا, ووجهها ينضح بالألم لكن أكثر ما استفز شياطين الغضب بداخله عندما رأى شعرها الأسود الناعم ينسدل على كتفيها. تقافز الغضب من ملامحه واعتصر قبضتيه بقوه وتحفزت كل عضلاته وتقدم منها . .................................................. ........... | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:04 pm | |
| كتم على مشاعره بداخله فقد كان كل ما يشغله فى هذه اللحظه هو كيف يخرج بساره بسلام من هذا المكان وتحول كل غضبه الى قلق ولهفه دفعته ليتقدم منها بخطوات سريعه وهو يهتف : ساره, هل أنت بخير؟هل آذاك أحد؟ نظرت اليه بعينين يتساقط منهما الألم : لماذا؟, لماذا يا علي؟ لماذا فعلت بى ذلك؟ لقد كنت على استعداد أن أبيع الدنيا بكل ما فيها وأشتريك. وأترك كل شئ فقط لأبقى معك, كل ما أردته هو أن أحيا معك, ولكنك سقتنى الى الموت...لماذا يا علي؟ أمسك بكفيها بين يديه وقال : انسى كل هذا, لا وقت الآن للكلام, يجب أن نغادر هذا المكان فورا قالت بسخريه تحترق ألما : الى أين؟ الى حبل المشنقه؟ كنت دائما أشعر معك بأمان لا حدود له, لم أكن أتخيل يوما أن يكون هلاكى على يديك على باصرار : يجب أن نعود الى مصر, وأنا متأكد أنهم... هزت رأسها بالنفى وهى تنتحب : لقد قطعت بيديك خط العوده الى الأبد قال : لن يمسك أحد بسوء فأنت بريئه صرخت بحده : انت لا تفهم, لو عدت اليهم لن يرحمونى, أى قضيه بحاجه الى جانى, والجانى الوحيد الذى يستطيعوا الوصول اليه هو أنا, سيجعلونى كبش فداء لانهاء القضيه بسرعه وإرضاء رؤسائهم عقد على حاجبيه وقال بغضب : واذا بقيت هنا فستتحولين بالفعل الى جاسوسه..اسمعينى جيدا, أنا أحاول انقاذك, يجب أن تظلى كما أنت, بريئه نقيه صرخت فى وجهه : هذا العالم المتوحش لا يعترف بالبراءه, لن أعود أبدا, لن أدعهم يشنقونى صمت على تماما وأخذ يتأمل وجهها الذى أغرقته فيضانات الدموع, ثم ابتلع ريقه وقال بهدوء : ساره, أنت زوجتى, ويجب أن تطيعينى, تذكرى ما بيننا, أنا آمرك كزوج أن تطيعينى وتعودى معى فورا نظرت ساره فى وجهه وبدأ الضعف والتأثر يبدو واضحا فى ملامح وجهها وفجأه ..انتفض الإثنان على صوت توم الذى تدخل بسرعه ليقطع تأثير علي عليها : أعتقد أنك هنا ليس لك اى حقوق أو سلطات تمارسها على ساره, لذلك أنصحك بـ.. صرخ على بحدة كبيره : لا تتدخل بينى وبين زوجتى ضحك توم بسخريه كبيره وقال بتعالى : انت لا تفهم حقيقة موقفك تماما, دعنى أوضح لك خطورة الموقف اتجه بخطوات واثقة الى المكتب وتناول من عليه جهاز ريموت كنترول صغير, وجهه الى التلفاز الموضوع على منضدة صغيره فى ركن الحجره, فتح التلفاز وأخذ يتنقل بين القنوات حتى استقر على واحده تبث الأخبار اتجهت انظار كل من فى المكان الى التلفاز وأخذوا يستمعون الى ما تقوله المذيعه. اتسعت عينا ساره برعب واقتربت من التلفاز بخطوات مهتزه, أما على فقد عقد حاجبيه بدهشه كبيره, ثم مالبث ان تفجر غضبه عارما .فقد كانت صورته تظهر واضحه على الشاشه بلحيته المميزه وكانت المذيعه تتحدث عن عملية تفجير حدثت فى مطعم الفندق الذى تناول فيه على وساره طعام الغداء, نتج عن قنبلة شديدة الإنفجار كانت موضوعه أسفل احدى الموائد, وأن التفجير أسفر عن سبعة من القتلى واثنى عشر جريحا وأن ذلك الإرهابى الذى وضع القنبله كان يعد لسلسلة من التفجيرات فى أماكن مختلفه , وأنهم وجدوا فى حقيبته التى تركها فى غرفته فى الفندق وهرب أجهزة ومعدات وحزام ناسف لهذا الغرض وجارى البحث عن الإرهابى ذو اللحية السوداء أغلق توم التلفاز والتفت الى على وقال بسخريه لاذعه : الآن أصبحت أشهر من رئيس الولايات المتحدة نفسه نصف سكان نيويورك يسعون خلفك, فأين ستذهب أيها البطل؟ بالتأكيد لم تكن تتوقع أن لعبة الأطفال التى جلبتها معك ستتحول الى حقيقه بمجرد أن تلمسها عصا الساحر العجيبه حتى صديقك العزيز, لن يستطيع فك التعويذة السحريه واخراجك من تلك الورطه والآن, أمازلت مصرا على تلك اللهجة المتغطرسه؟ صمت على تماما وهو ينظر الى توم والغضب والكراهيه تعتصر ملامحه عصرا ثم قال بلهجه حاول ان يجعلها هادئه قدر ما يستطيع : خبرتكم لا تضاهى فى حبك المؤامرات وتلفيق التهم وصناعة الجريمه. تصلون الى أغراضكم حتى لو على رقاب ودماء الأبرياء ولو من بنى جلدتكم توم بسخريه : لقد فهمت الآن موقفك بوضوح انهارت ساره على أقرب كرسى عندما عجزت قدميها عن حملها, ثم غطت وجهها بكفيها وأخذت تنتحب بشده التفت على اليها ولان وجهه بحنان عندما وجدها فى تلك الحاله من الإنهيار, فنزل على ركبتيه ببطء وأمسك بوجهها ورفعه لتلتقى عينيها بعينيه وقال بأكبر قدر من التماسك : ساره, يجب أن نخرج من هنا ونعود الى مصر نظرت اليه بحسره وقالت بانهيار : فات الأوان, ليس هناك أى أمل قال بلهجة قويه : ساره , أنا زوجك وآمرك أن تطيعينى, يجب أن تأتى معى قالت بألم : كان ذلك فى البداية صعبا, والآن, أصبح مستحيل لو بقينا معا فسيسحقونا معا, النجاه فى أن يذهب كل منا فى طريق نظرت الى توم والشرر يتطاير من نظراتها : أعلم تماما أن بيدهم مفتاح النجاه, أليس كذلك؟ ابتسم توم بمكر, وهز رأسه موافقا قال على بقوه : لا يمكننى الوثوق بهم, فهم يفعلون اى شئ وكل شئ من أجل أغراضهم الوضيعه لآخر مرة أقول لك, يجب أن تنفذى اتفاقنا وتطيعينى فى كل شئ نظرت الى عينيه طويلا وقالت ببطء : يوما ما, وعدتنى أن تمنحنى حريتى بمجرد أن أطلبها بلسانى, يجب أن تفى بوعدك الآن علي........ أريد الطلاق صمت على تماما وظل يتأملها بجمود أبى توم الا أن يحسم الموقف فقال بهدوء : هذا هو الطريق الوحيد للخروج من النفق المظلم, ان ذهبت معك فستهلك, وان بقيت انت معها فستهلك وتهلكها معك ولكن ان افترقتما, فستعيش هى هنا وتبدأ حياة جديدة أما أنت, نستطيع بسهوله اخراجك من ورطتك واعادتك الى مصر ساره بألم : على, أعلم أنك رجل لا يخلف وعده, يجب أن تنجز وعدك لى, ...أريد حريتى صمت على طويلا وهو يتأمل وجهها , ثم ضغط أسنانه بغيظ شديد وهو يقول ببطء : أقسم بالله ...لو لم أكن وعدتك هذا الوعد, لما استطاع أى مخلوق اجبارى أن أقولها .... أنت طالق أخذت ساره تحدق بوجهه بذهول وهربت الدماء من وجهها كما لو كانت لا تصدق أنه استطاع أن يقولها تحرك توم بسرعه ليقطع الطريق على أى خطوة للتراجع وضغط زرا خاصا فى مكتبه وهو يقول مباشرة : والآن, لاداعى لإضاعة المزيد من الوقت فتح الباب فجأة, وظهر من خلفه رجل قوى ذو وجه عريض وبشرة سمراء, يرتدى حلة سوداء أنيقه قال توم : براون سيخرجك من هذه البلاد, فهو يعرف تماما ماذا سيفعل لم يرد علي, بل لم يلتفت اليه,فقد كانت عينيه معلقتين بساره, التى مازال الذهول لايفارق ملامحها نهضت ساره فجأة عندما جذبه براون من ذراعه الى خارج الحجره وعيناه تنظران لساره كما لو ان هناك شئ ما انكسر, حتى حال بينهما باب الحجره وهو يغلق بقيت ساره ذاهله واقفه كالتمثال تحدق فى باب الحجره الذى غاب خلفه على, والدموع تروى خديها وملابسها, كما لو كانت تنتظر ان يفاجأها على بعودته, أو تنتظر استفاقتها من ذلك الكابوس الرهيب والدقائق تمر, ومازالت تنتظر وتنتظر وطيور الأمل ترحل بعيدا مع شمس ذلك اليوم الكئيب ليسدل الليل ستائره معلنا انتهاء القصه بفراق الأحبه. .................................................. ....... | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:06 pm | |
| جلس على فى سيارة براون فى رداء كئيب من الحزن الصامت لا يرى الطريق من شدة شروده, ولم يخرجه من كهف شروده الا عندما شعر بالسياره تتوقف, تلفت حوله ليجد نفسه فى مكان نائى والسياره تقف الى جانب الطريق, سأل براون بصرامه : لماذا توقفت براون بهدوء: هناك شئ ما خطأ, سأتفحص العجلات الخلفيه غادر السياره واتجه الى العجلات الخلفيه بعد قليل سمع علي صوته يناديه, خرج من السياره واتجه اليه وهو يتساءل : ماذا هناك؟ كان براون منكبا على العجله الخلفيه يتفحصها, وبمجرد أن رأى على اعتدل ونظر فى عينيه, شعر علي بشئ ما من خلال نظراته الغريبه وابتسامته الساخره التى ظهرت على جانب فمه فجأة …أخرج براون مسدسه وأطلق منه رصاصة سريعه مباشرة فى قلب علي تفجرت الدماء غزيرة من صدر علي مكان الطلقه وهو ينظر الى براون, ثم سقط أرضا لم يتردد براون لحظة واحده وأسرع بفتح الحقيبة الخلفية للسياره, وحمل جسد على ودماءه تسيل, وألقاه بقسوة فى حقيبة السيارة, وضم ذراعيه وساقيه الى جسده, ثم أغلق حقيبة السيارة جيدا, وعاد ببرود الى مقعد القيادة, وانطلق بالسيارة. ظل يقود السيارة مسافة طويلة حتى وصل الى طريق فرعى, فانحرف فيه بالسيارة سارت السيارة قرابة الساعة فى هذا الطريق حتى وصلت أخيرا الىمكان فسيح يمتلئ بسيارات قديمه, ومع اقتراب السيارة من المكان ووضوح معالمه كانت ابتسامة براون تتسع, لقد كان المكان عبارة عن مقبرة للسيارات حيث تتحول السيارات القديمة فيه الى قطعة من الحديد لا معالم لها, عن طريق وضعها تحت آلة كبس الحديد الضخمة توقف براون بالسيارة فى مكان محدد اختاره بعنايه, ثم غادرها متجها الى مبنى قديم يقبع فى جانب هذا المكان الفسيح داخل المبنى كان هناك رجل قصير سمين له كرش بارز, يجلس الى مكتب صغير يأكل شطيرة ويشرب علبة من الجعه خاطبه براون مباشرة وهو يخرج من جيبه رزمة مالية : هذا هو المبلغ الذى اتفقنا عليه…والآن, قم بعملك أخذ الرجل يلوك قضمة من الشطيرة فى فمه, وبيده الأخرى تناول الرزمة المالية ووضعها فى جيبه, ثم قال ببطء : حسنا, فى الصباح سأ… قاطعه براون بصرامه : الآن…هذا هو شرطى نظر اليه الرجل ومط شفتيه بلا مبالاه, ثم هز رأسه موافقا. نهض من مكانه وأفرغ ماتبقى من الجعة فى فمه ثم قذف بالعلبة الفارغه فى سلة القمامه, وخرج خلف براون يمشى ببطء وكرشه السمين يهتز أمامه. وصلا الى السيارة وقال الرجل بعجب : ياللخسارة. سيارة جيدة بالفعل اتجه الى ماكينة التحكم فى المكبس الضخم, وبدأ فى تشغيلها تحرك المكبس الضخم وأخذ يضغط على السيارة, وبراون يبتسم بخبث وهو يستمع الى أصوات فرقعة وتكسرالحديد تحت ضغط المكبس, وبدأت السيارة تنكمش وتختفى معالمها أخرج براون هاتفه المحمول, وتحدث الى توم قائلا : تم كل شئ حسب الخطة تماما, أنا فى انتظار السيارة التى ستقلنى من هنا. ………………………………….. أنهى توم المكالمه دون أى كلمة توضح من هو المتحدث, أو عن أى شئ دار الحديث, فقد كان شديد الحرص ألا تسمعه ساره التى كانت تجلس فى نفس الحجرة شاردة حزينة وكأن وجهها نحت من الألم أغلق توم هاتفهه المحمول وتركه فوق مكتبه واتجه الى ساره التى تجلس فى مقعد وثير منكسة الرأس, وقال بلهجة لينة : عزيزتى ساره, يجب أن تثقى تماما أننى فعلت كل هذا من أجلك, من أجل أن أنقذك, والآن, انتهى كل شئ على مايرام, وعليك أن تطوى تلك الصفحة الكئيبه وتنسى تماما ما حدث لتبدئ حياة جديدة رفعت رأسها ببطء شديد وقالت بصوت كسير: لم ينتهى بعد…أريد أن أرى علي لم يستطع توم اخفاء أثر الصدمه من على وجهه وهو يقول : ماذا؟ ضحك ضحكة متوترة وحاول السيطرة على ملامح وجهه : لقد انتهى الأمر وحلت المشكله, يجب أن تنسيه تماما ساره بغضب : لم تحل المشكلة بعد, يجب أن أتأكد أنه فى أمان, وأنه غادر أمريكا سالما بالفعل تبادل توم نظرات طويلة مع جيف الذى يجلس خلف المكتب, ثم قال بعد صمت : حسنا , ستشاهدينه بنفسك وهو يركب الطائرة ويرحل, وبعدها ستنطوى تلك الصفحة من حياتك الى الأبد …………………………….. وقفت ساره خلف نافذة مكتبها فى المركز عاقدة ذراعيها تتأمل السماء بشرود تام اقترب منها جيف وقال بهدوء : مر أكثر من أسبوع الآن ولم تخرجى بعد من حالة الحزن والإكتئاب؟ لقد تم كل شئ كما أردتى تماما, وشاهدتيه بنفسك وهو يصعد سلم الطائره, وبقيت واقفة حتى أقلعت الطائرة وبعد مضى كل هذا الوقت لم تتخلصى بعد من تأثيره عليكى…أى رجل هذا؟ حتى وهو بعيد عنكى بآلاف الأميال لازال يسيطر على عقلك ويحتل تفكيرك تحرك لسان ساره بصعوبه وقالت بكلمات تقطر مراره : تستطيع ببساطة أن تنتزع قلبى من صدرى بسكين بارد وتسحقه بقدميك, ولكنك أبدا لن تستطيع اخراج هذا الرجل منه لم يستطع جيف أن يخفى لهجته الحادة وهو يقول : ان كان الأمر كذلك, فلم لم تختاريه, واخترت البقاء هنا؟ ساره بمراره ولازالت عيناها فى السماء : لأنكم لم تتركوا لى أى اختيار, فى كل الأحوال كنت سأخسره….ولكنى اخترت الحياة جيف : وهذا هو الإختيار الصحيح, يجب أن تستفيقى بسرعه من تلك الحاله, وتخضعى لبرنامج التأهيل والعلاج النفسى الذى وضعه لك توم قبل سفره لدينا عمل كثير يجب أن ننجزه, وأول خطوة هى أن تتخلصى من ذلك الإيشارب السخيف الذى على رأسك مد يده ليمسك بالطرحه التى تلفها حول وجهها , لكنها دفعت يده بعيدا عنها بعنف وقالت بصرامه غاضبه : هذا الشئ خاص بى تماما, وأنا الوحيدة التى أقرر كيف ومتى سأتخلص منه, أما الآن, فلست مستعدة لذلك لان صوته تحت وطأة غضبها وقال مهادنا : ولكن هذا لا يتناسب مـ … قاطعته وقد بدأت تستعيد قليلا من هدوءها : يمكنك أن تعتبره ذكرى غاليه من رجل كان يوما………….زوجى قالت الكلمة الأخيره بصوت يمتلئ بالمشاعر استعادت ثباتها بسرعه وقالت بجمود : هل هناك مشكلة فى احتفاظى به حتى أقرر بنفسى الوقت المناسب لتركه؟ ابتسم جيف ابتسامة مغتصبة وقال مدعيا الهدوء : اطلاقا يا عزيزتى, لك مطلق الحرية فى التصرف كما تشائين اكتسى صوته ببعض الصرامه وهو يقول : ولكن عليك الخضوع للبرنامج الذى أعده توم من اليوم, سأذهب الآن وأرسل لك د. نيك هو الذى سيتولى مسؤلية اعادة تأهيلك بعد سفر توم ومن الضرورى أن ألفت نظرك الى ضرورة التعاون التام لم يبد على ساره الإهتمام بكلام جيف, بل أدارت وجهها الى النافذه تتأمل السماء بصمت زفر جيف بضيق واستدار راحلا, وعندما وصل الى الباب قال بصوت خفيض لا يصل الى ساره وهو يضغط أسنانه بغيظ : فأر حقير محظوظ غادر المكان وصفع الباب خلفه بعصبيه. وبقيت ساره وحيده تتأمل السماء ساهمة ولمعت دمعة فى عينيها وهى تهمس : اخترت حياته هو | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:07 pm | |
| خطأ...خطأ... انتفضت ساره على صراخ جيف الغاضب, ونظرت اليه بمزيج من الدهشه والغضب, كانت ساره تجلس أمام نيك فى واحده من جلسات العلاج النفسى التأهيلى, وجيف يجوب الحجره ذهابا وايابا بخطوات غاضبه وهو يهتف : شهرين حتى الآن ولم نتقدم خطوة واحده, كنت أظن أن جلسات العلاج النفسى ستؤتى ثمارها, ولكنها فشلت فشلا مريعا نتائج الإختبارات سيئة للغايه نظر باتجاه نيك الذى جلس صامتا تماما وعينيه تتنقل بينهما مرر جيف أصابعه فى شعره وهو يقول بتوتر : اذا استمر الحال هكذا فسنحتاج لمائة سنه على الأقل لإعادة تأهيلك عجبا..ان زواجكما لم يستمر أكثر من شهرين, ومع ذلك تأثيره عليكى طاغى. منصب نائب رئيس المركز ليس منصبا عاديا, يجب أن تتخلصى من أى شئ يؤثر على عقلك, لابد وأن يكون ولائك التام لعملك وللمركز قالت ساره بهدوء : أنا أقوم بعملى كما ينبغى, وأظنك تدرك تماما مدى جديتى والتزامى فى عملى, فماذا تريد أكثر من هذا؟ جيف بغضب : ماذا؟ أتسمين العمل المكتبى عملا؟ ان عملك الحقيقى هناك, فى المدارس مع الفتيات, بين الناس, أما العمل المكتبى فلا حاجة لنا به قالت بلا مبالاه : وهل أسندت الى عملا ولم أنجزه؟ صرخ بغضب : وهل تظنى أن بامكانى اسناد أى عمل ميدانى اليك وانت تصرين على وضع ذلك الشئ السخيف على رأسك؟ انتفضت غاضبه : أخبرتك من قبل أن ذلك أمر لادخل لأى انسان به ثم ما دخل طبيعة عملى بما أرتديه؟ على العكس, ان عملى أساسه فى الدول العربيه, وبين فتيات عربيات, لذلك فلن يكون غريبا أن أرتديه فى عملى صمت جيف ولم يرد, ثم نظر الى نيك وكأنه يطلب مشورته, ولكن نيك هز رأسه مؤيدا طال صمت جيف ثم تنهد بقوه وقال وهو يحاول السيطرة على ضيقه : حسنا, سأعيدك الى العمل الميدانى, ولكنى أحذرك, لو أحدث هذا الذى ترتديه أى تأثير سلبى على عملك, فلن يكون لك أى خيار, وستضطرين فورا الى نزعه سواء بارادتك أو رغما عنك صمت قليلا ثم قال : ستسافرين غدا الى المغرب, فرع المركز هناك يحتاجك قالت ساره بدهشه : المغرب؟ ولكنى لم أنهى عملى هنا بعد, مازال لدى بعض الـ... هتف جيف بغضب : يستطيع أى موظف مبتدئ القيام بتلك الأعمال ستسافرين غدا, ولا أريد أية اعتراضات نهضت ساره من مكانها بعصبيه وقالت وهى تتجه نحو الباب : اذا على ان اسهر الليلة فى انهاء كل الأعمال والمشاريع المعلقه قبل سفرى وصلت الى الباب ولكنها توقفت قبل أن تفتحه, ثم التفتت اليه وسألته : وماذا عن برنامج التأهيل النفسى؟ هل توقفنا عند هذا الحد؟ جيف : بالتأكيد لا...ستكملينه هناك فى المغرب, وبمساعدة مجموعه من الأطباء المختصين لن أرتاح الا عندما تعودى ساره التى أعرفها تأملته ساره بمزيج من الإستهتار والامبالاه, ثم فتحت الباب وخرجت وتركته يمضغ الغيظ مضغا. ................................................ ظلت ساره تعمل فى مكتبها(مكتب نائب رئيس المركز)حتى وقت متأخر ليلا وأخيرا رفعت وجهها من جهاز الكمبيوتر وأسندت رأسها الى الكرسى الذى تجلس عليه بارهاق وفركت عينيها باصابعها, ثم نهضت من مكانها بارهاق واضح وتناولت مجموعه من الأوراق من الطابعه ونسقتهم معا ثم حملت بعض الملفات وخرجت من مكتبها, وسارت فى ممر المركز تحت الأضواء الخافته وبين الحجرات الخاليه فى تلك الساعة المتأخره, حتى وصلت الى مكتب جيف, دخلت بثقه وأغلقت الباب خلفها وأضاءت الحجرة الخاليه, ودارت عينيها فى الحجره قبل أن تتجه الى مكتب جيف وتضع عليه الملفات تركت المكتب واتجهت الى منضده صغيره فى ركن الحجره عليها الكمبيوتر الشخصى الخاص بجيف, وهو كمبيوتر مستقل عن المركز جلست أمام الجهاز وبدأت بتشغيله وهى تهمس فى عقلها أعلم أن ما أفعله الآن هو خطأ فادح, ولكن ليس أمامى أى بديل للمره الألف يضعنى جيف فى خانه لا أستطيع الخروج منها لو سافرت الآن فلن أستطيع العودة قبل أعوام, على أن أنهى الأمر بأى وسيلة كانت بدأت ساره بالبحث عبر ملفات الجهاز كلها, وأثناء عملية البحث بدأت الذكريات تجرى فى عقلها كنهر انهارت سدوده ...أمها..أختها...أبيها...أحمد ...هبه...علي...حماتها بدأ قطار الذكريات يهدئ عندما وصل الى آخر مرة كانت فيها فى بيت حماتها, وعلي فى الإسكندريه وبعد أن تناولت الغداء مع أسرة زوجها, غادرت عائده الى بيتها, لكنها لم تستطع اكمال الطريق, فلقد اشتدت آلام رأسها قوة, فقررت أن تعرج على عيادة د. عبد الرحيم بمجرد أن انتهى من الكشف عليها وجلست أمامه تستمع اليه حتى اتسعت عيناها بشده وأضاءت ببريق عجيب وتجمد كل شئ فيها من المفاجأه والدكتور عبد الرحيم يقول باسلوبه الساخر الذى اعتادت عليه : أخطأت عنوان العياده..أعراض الحمل ليست من اختصاصى ظلت ساره على صمتها تحدق فيه بذهول, ثم قالت أخيرا : عفوا, لم أسمع جيدا, هل قلت حمل؟ قال بسخريه : هل أثر الحمل على أذنيك؟ ظلت تحدق فيه والدموع تتجمع فى عينيها, ثم ضحكت بتوتر شديد وقالت : أنا ! أنا سيكون لى طفل؟ قال بسخريه : أهناك مشكله؟ ملايين النساء لديهن أطفال سيطرت على دموعها قبل أن تغادر عينيها : ولكن رعاية الأطفال ليست بالأمر السهل...تحتاج الى تفرغ كامل, أظن أنه يجب على أن أترك عملى حدق بها د. عبد الرحيم بدهشة كبيرة وقال بعجب : أتريدين ترك عملك؟ ضحك ضحكة قصيره متهكمه وهو يقول : أنت أول سيدة أراها تفكر بهذه الطريقه..والأعجب أن زوجك أخبرنى انك تلقيت تعليمك فى أمريكا هزت رأسها بتوتر وقالت بحنين : نعم ..ولكن عملى يتطلب منى السفر من وقت لآخر, ولم يعد هذا بمقدورى الآن, فلدى زوج وطفل قادم بحاجة الى تأملها د. عبد الرحيم قليلا. ثم مط شفتيه وقال بدهشه : اذا فقدت عملك فلن تستطيعى الحصول على غيره , فى هذه الأيام من لديه عمل لايفرط فيه ابدا قالت بحنين : هناك أشياء فى الحياه أكثر أهمية بكثير تنهد وهز رأسه بعجب وقال : اذا , فلقد اتخذت قرارك بترك العمل ابتسمت بسعادة وقالت : كان هذا الأمر يشغل بالى منذ مدة, وبقيت أياما فى حيره عاجزه عن اتخاذ أى قرار بشأن عملى, والآن لم يعد هناك أى مجال للتردد هز د. عبد الرحيم رأسه بتفهم وقال : حسنا, من الأفضل أن تلتقى بأحد أصدقائى المختصين قالت بتساؤل : أهو طبيب متخصص فى أمراض النسا صمت قليلا ثم قال : انه متخصص, وماهر أيضا قالت بتردد : أفضل أن أنتظر حتى أستشير زوجى فى الأمر د. عبد الرحيم : الأمر بسيط, يمكنك أن تسأليه فى ما تريدين, سيفيدك كثيرا, كما أنه ثقه هلا انتظرت فى غرفة الإنتظار قليلا, فهو على وشك الوصول قضت ساره الدقائق التاليه فى غرفة الإنتظار تفكر فى علي, وكيف ستبلغه الخبر, وأخذت تعد مئات السيناريوهات, هل تتصل به ؟ ربما لو انتظرت حتى يعود يكون أفضل, فهى تفضل رؤية وقع الخبر على وجهه, ولكنها لا تستطيع الإنتظار, هل تسافر اليه؟ لن يكون ذلك مناسبا, وقد لا يخلو من بعض الخطوره, ولكنها لا,..... قطع سيل أفكارها قدوم الممرضه تخبرها ان د. عبد الرحيم يطلبها دخلت الى حجرة الكشف وأخذت تتأمل الموجودين بدهشه كان د. عبد الرحيم يجلس خلف مكتبه وعن يمينه يجلس رجل لا تعرفه ساره, وفى الناحية الأخرى وقفت فتاة فى زى الممرضات نهض د. عبد الرحيم من خلف مكتبه وهو يقول : السيد مصطفى البندارى, يمكنك أن تسأليه فى كل ما يخطر على بالك, فهو خبير محنك بدأ يظهر على وجه ساره عدم الإرتياح, وهمت أن تسأل د.عبد الرحيم , لكنه لم يمنحها الفرصه, وغادر الحجره ولم يبق سوى الممرضه والسيد مصطفى البندارى الذى تقدم بخطوات واثقه وجلس خلف المكتب وجلست الممرضه على الكرسى الآخر وبدأ حديثه قائلا بهدوء : سيدة ساره هل تنوين حقا ترك عملك؟ ظهر فى عينيها شئ من التحدى والكثير من الإرتياب وهى تسأله مباشرة : هل انت طبيب؟ أجابها مباشرة عندما وجدها تتهيأ للمغادره : لأ...أنا صديق لزوجك السيد علي هبت قائمه بعصبيه وقالت بغضب : زوجى لديه مكتب يقابل فيه أصدقائه, أعتقد أننى أخطأت بالبقاء كل هذا الوقت, يجب أن أرحل فورا قال بسرعه : سيده ساره , أظن أنك بحاجه لتعرفى أنك وزوجك فى خطر داهم توقفت والتفتت اليه وعينيها تمتلئ بالشك وعدم التصديق فقال بهدوء : أولا يجب أن أعرفك بنفسى وبزميلتى, وبعدها سأخبرك بكل شئ من البدايه | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:09 pm | |
| الحمد لله......وجدته همست ساره بعد أن وجدت ضالتها بعد عناء كبير فى البحث, ولكنها اصطدمت بمشكله, لقد وضع جيف كود سرى لفتح القوائم, زفرت بضيق وأخذت تتلفت حولها وهى تمسح وجهها بكفيها, ثم فركت أصابعها وبدأت المحاولات لمعرفة كلمة المرور بدأت تغرق من جديد فى ذكرياتها وأصابعها وعينيها يعملان فى جهاز الكمبيوتر تذكرت صدمتها الرهيبه عندما علمت بالحقيقه, والمعاناه التى كابدتها والخوف الذى انتابها عندما عرفت انهم لن يتركوها وزوجها بل سيسعون خلفها بكل وسيله, وأن علي هو الباب الذى يجب أن يكسر ليصلوا اليها كانت لديها رغبة صادقه لإصلاح الأمر والتكفير عما ارتكبته دون علمها, والخلاص من شبكة العنكبوت التى أحكمت خيوطها حولها وحول زوجها الذى سقط فى الشبكه لمجرد أنه حاول أن يخرجها منها كل هذا جعلها تنصاع تماما لأوامر مصطفى والتى كانت تتلقاها عن طريق زميلته داليا المسئوله المباشره عنها, حيث كانت تلتقيها فى الخفاء بعيدا عن جواسيس جيف تذكرت ساره موجات الرعب الرهيبه التى كانت تنتابها كثيرا والمعاناة النفسيه التى مرت بها, مما كان يدفعها فى بعض الأحيان الى الرغبه فى البقاء وعدم الذهاب اليهم تذكرت عدم استطاعتها الصمود أمام جيف فى أول لقاء لها معه بعد أن عرفت الحقيقه, وحالة الهلع التى انتابتها مما جعلها تفر هاربه وتعود الى علي تذكرت استسلامها التام لجيف بعد أن أيقنت تماما أنه حاصرها هى وعلى, لقد فعلت كل هذا لتخلصه من بين أيديهم, وحتى تستطيع البقاء بينهم حتى تنهى المهمة التى كلفها بها مصطفى أخيرا......... همست ساره بفرح بعد أن استطاعت الوصول الى كلمة السر الصحيحه ظهر أمامها على الشاشه مجموعة كبيرة من القوائم, ولكنها لم تستطع أن تفهم منها شئ, كانت مكتوبه بالشيفره بدأت بسرعه فى ارسال القوائم عبر البريد الإليكترونى الى العناوين التى حفظتها من داليا, ليتولوا عملية فك الشيفرة بقيت منتظره قليلا, وعندما تمت العمليه بنجاح , ابتسمت برضا هل أنجزت عملك؟ انتفضت ساره برعب شديد واستدارت بحده بالكرسى الدوار الذى تجلس عليه, لتفاجأ بجيف أمامها, يحمل فى يده مسدس صغير وفى عينيه بريق مخيف اتسعت عيناها برعب وبدأ جسدها يرتجف بشده قال بهدوء : هل ظننت أننى بهذا الغباء؟ من المؤسف حقا أنك قضيت كل تلك الأعوام بصحبتى ولم تعرفى بعد من هو جيفرى باركلى هل تعتقدى أنه من الممكن أن أضع قوائم بكل تلك الأهميه فى الكمبيوتر الشخصى؟ كنت أعلم تماما أنك ستبحثين عنها هنا, فليس هناك فى هذا الكون من يعرفك مثلى لذلك أعددت لك قوائم غير حقيقيه, ووضعت لها كلمة مرور ضعيفه لتصلى اليها بسهوله وترسليها اليهم يسعدنى دائما تقديم المساعده, أعلم كم هم فى شوق عارم ليحصلوا على تلك القوائم ومن أجل المعزة التى أكنها لك فى قلبى سأخبرك بمكانها الحقيقى, انها هناك فى الكمبيوتر الخاص بالجامعه, لاأحد يستطيع الوصول اليها سواى أنت أول انسان يعرف تلك المعلومه.....وآخر انسان كانت تنظر اليه برعب هائل وأنفاسها تتلاحق بشده وهو يقول : للأسف لم أثق بك لحظة واحدة, كنت أعلم تماما أنك ستقدمين على فعل أحمق, فدائما تختارى الأسوأ معى كنت ستصبحين ملكه, ولكنك اخترت أن تكونى مع الجانب الأضعف لقد تركتك تفعلين ما يحلو لك, بل ومنحتك السكين الذى ستذبحى به نفسك, ولكنك ساذجه وبريئة للغاية, لقد ربيتك على يدى وأعرف تماما فيما تفكرين وماذا ستختارين ألقى بالمسدس فوق المنضدة واقترب منها وأمسك بذراعى الكرسى الذى تجلس عليه وجذبه بحدة لتقترب منه انكمشت ساره فى الكرسى وهى ترتجف برعب وجيف يزداد بريق عينيه لمعانا وصوته يتحشرج وهو يقول : كنت دائما تسيرين خلفى ككلب صغير مدلل, وتتجنبين الإنخراط فى الصخب والعبث والحفلات وتبتعدين عن الأصدقاء, لتبقى فى العمل ساعات كثيرة الى جوارى, ولطالما اعتبرتك ملكا خاصا لى, منذ أن رأيتك لأول مرة وأنا موقن أنك لن تفلتى من بين يدى. ولكنك حقا فقت كل التوقعات, وبعد كل ما فعلته لأجلك, يأتى ذلك الإرهابى القذر لينالك بكل سهوله خرج صوتها ضعيفا للغايه يمتلئ رعبا : دعنى أرحل صرخ بحده ألجمت لسانها وجمدت أطرافها من الرعب : لماذا؟ لتعودى اليهم وتقولى عفوا فشلت فى الحصول على القوائم؟ ثم يسامحونك وتعودى الى ذلك القذر؟..أنت تحلمين ان السيناريو الذى أعددته لك مختلف تماما أولا سأحقق ما حلمت به دوما منذ أن رأيتك لأول مرة, وبعدها أرسلك اليهم هديه مغلفه فى صندوق كبير....هذا أقل ما يمكن أن أفعله بعد أن خنتينى مد يده وأمسك بطرحتها وجذبها, ولكنها أمسكت بيده وأخذت تدفعها بعيدا عنها وهى تهتف بصوت باكى : ابتعد عنى كان أقوى منها بكثير..لكن حب النجاة والمقاومه تفجرت فى عروقها نزعت أحد الدبابيس التى تثبت بها طرحتها وغرزته بعنف فى وجهه بجانب عينه, حتى انه انثنى صرخ جيف من الألم, وارتد الى الخلف مبتعدا عنها, مما أتاح لها الفرصه لتقفز من الكرسى وتجرى باتجاه الباب لحق بها بسرعه, فغيرت مسارها وارتدت الى الخلف فى مناوره سريعه منعته أن يمسك بها التفت اليها والشرر يتطاير من عينيه, وجذب الدبوس من وجهه فسالت دماءه, وقال بغل وهو يتقدم منها : الى أين ستذهبين؟ أنت الآن كعصفور صغير عاجز عن الطيران , سقط من فوق شجرة وتتناوله كل الأيدى أخذت تتراجع للخلف وهى تفكر فى سبيل للنجاه حتى اصطدمت بالمكتب, امتدت يدها وتناولت كل ماوصلت اليه وأخذت تقذفه بكل ما يقع فى يدها تراجع قليلا ثم تقدم من جديد متفاديا قذائفها هجم عليها بشراسه وأمسك بيدها وهى تدفعه بكل قوتها بيدها الأخرى, وتخمشه بأظفارها, وتركله بقدميها, وهو لا يتأثر بكل هذا بل يزداد ضراوه فغرزت أسنانها فى يده فصرخ متألما ودفعها بقسوه لتصطدم بالمنضدة التى فوقها جهاز الكمبيوتر المفتوح حاولت أن تتشبث بأى شئ فوق المنضده لكنها فشلت سقطت أرضا وسقطت بجوارها كل الأغراض التى كانت بجوار الكمبيوتر وسقط بجوارها الكرسى الدوار نزل جيف على ركبتيه أمامها ودفع الكرسى الدوار بعيدا, وأخذ يقترب منها وهى تزحف مبتعده عنه حتى أمسك بطرحتها وجذبها بقسوه, انتابها رعب هائل وهى تحاول التملص من يديه وابتسامته الخبيثه تزيد من رعبها وهو يقول : مهما حاولت فلن تستطيعى الإفلات, أنت ملكى و....... شهق بعنف وجحظت عيناه وهو ينظر اليها عندما اخترقت قلبه ثلاث رصاصات متتاليه زحفت ساره الى الخلف بسرعه مبتعده عنه نظر الى يدها فوجدها تحمل مسدسه الذى كان يهددها به منذ قليل نظر فى عينيها وقال ببطء : ألم أقل لك, دائما ما تختارين الحل الأسوأ خر على وجهه مفارقا الحياه نظرت ساره الى المسدس فى يدها بذهول غير مصدقه أنها استطاعت ان تقدم على تلك الفعله ألقت بالمسدس بعيدا برعب وأخذت تزحف الى الخلف حتى التصقط بالجدار تماما, وانتابتها حالة انهيار شديده وأخذت تبكى بعنف وهى تضم ذراعيها حول بطنها, كما لو كانت تحاول أن تحمى شئ ما وبدأ انهيارها يشتد وبكائها يعلو ويزداد وهى تنظر لباب الحجره انهم قادمون....قادمون.. شاهدوها تقتل جيف فى كاميرات المراقبه قادمون بعد أن سمعوا طلقات الرصاص قادمون للقضاء عليها........ولاسبيل للنجاة | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:22 pm | |
| تناول مصطفى ابريق الشاى وسكب الماء الساخن فوق أكياس الشاى فى الفنجانين الموضوعة على المائده وأخذ يقلب السكر بهدوء ثم تناول أحد الفنجانين وجلس على مقعد وثير فى ركن الصاله الواسعه, داخل منزل واسع اتخذه فى أحد أحياء نيويورك رشف رشفه صغيره من الفنجان ثم نظر الى رفيقه الجالس الى المائده مسندا مرفقيه الى سطحها الزجاجى, دافنا رأسه المنكس بين كفيه بصورة تنم عن الحزن البالغ قال مصطفى بهدوء : ألن تشرب الشاى قبل أن يبرد؟ تلقى الصمت ردا بليغا زفر بقوه وقال باشفاق : لماذا لا تحاول أن تنام قليلا, انك لا تنام تقريبا, ان ظل الحال هكذا فسينهار جسدك من عدم النوم زفر بضيق شديد وتململ فى جلسته عندما لم يتلق ردا على حديثه, فهتف قائلا : على, مابك؟.هل ستظل على تلك الحالة طويلا؟ انك تحمل نفسك فوق طاقتها, يجب أن تستفيق لنفسك خرج صوت عميق كسير من ذلك التمثال الجالس الى المائدة متشحا بالحزن والألم : ربما...فقط لو استطعت التعايش مع الجرم الذى ارتكبته زفر مصطفى بضيق شديد وهو يترك فنجانه على طاولة صغيرة بجوار مقعده : أتقول هذا ونحن على وشك الإنتهاء من الأمر؟ ألم نناقش الأمر آلاف المرات؟ عجبا..كلما تحدثت اليك أشعر وكأننى شيطان رجيم رفع على رأسه من بين يديه ببطء والتفت الى مصطفى بوجهه الحليق بعد أن أزال لحيته كلها وأخذ ينظر اليه بصمت ووجهه فى جمود, ثم قال بعد صمت : أنا أتحدث عن نفسى وليس عن اى انسان آخر...ماذا أقول لربى عندما يسألنى عنها؟ كيف أفرط فيها بهذه السهوله؟ زفر على زفرة حارة ألهبت قلبه : سأحيا بقية حياتى أحترق بنيران السؤال ولن تطفئ نيرانى اجابه واحده ...هل ما فعلته كان صوابا أم خطأ؟.. هل كان يجب أن أخبرك من البدايه ؟ أم أسكت وامنعها من عملها واحاول أن أصلح الأمور بنفسى؟ كلما تذكرت انها كانت تستجيب لى بسرعه مذهله.... ضرب قبضته فى المائده بقوة فاهتز فنجان الشاى مريقا بعضا مما به وقال بغضب : ما كان يجب أن أتركها تسافرمن البدايه قال مصطفى بهدوء : أقدر تماما ماتعانيه, ولكن تذكر أن هناك فتيات مثلها لا نعرف عن هن شيئا تعرضن لمثل ماتعرضت له وواجبنا أن نحاول انقاذهن, كما أن هناك جيش كبير منظم من البشر يقوم بتنظيم عمل هؤلاء الفتيات والعمل على سرية العمليه لقد تفهمت زوجتك الأمر تماما واختارت السفر بارادتها, لقد أرادت أن تصلح الأمر وتكفر عما اقترفته دون أن تدرى نظر اليه على بحده وقال بغضب شديد : ساره لم تقترف اى شئ..اياك أن تظن لحظه واحده انه من الممكن أن تجعلوها كبش فداء لكم , سأدافع عنها بحياتى, فهى ليست مسئولة عن أخطائكم الفادحه عقد مصطفى حاجبيه بشده وقال بدهشه : أخطائنا؟؟...عمن تتحدث؟ على ولازال الغضب يقطر من كلماته : عمن يسمحون لتلك البؤر العفنه باختراق ابناء وبنات هذا الوطن, ويلقون بهم لقمة سائغة وصيدا سهلا لكل الطامعين وهم فى سن خطيرة وليس لديهم أية ميكانيزمات دفاعية, أو ثقافة تحميهم أو دين يتمسكون به وأول من سيدفع الثمن هو أبيها الذى لفظها وسعى بكل وسيلة للتخلص منها ومن مشاكلها نظر اليه مصطفى وقال بتفهم : اطمئن ..لا يمكن لأحد أن يمسها بسوء..فهى لم تكن تعلم بأى شئ قال على بألم : لقد سافرت برغم خوفها الشديد, وافقت تحت وطأة الضغوط التى مارستها عليها, تحولت لهجته الى الغضب الهادر : لن أسامحك أبدا, لن أنسى لك أنك أخلفت اتفاقنا والتقيت زوجتى من خلف ظهرى هب مصطفى بغضب شديد : كف عن تصوير الأمر كما لو كان جريمة خيانه, أنا لم أتحدث اليها سوى مرة واحده فى عيادة د. عبد الرحيم, وفى وجود زميلتنا داليا, وهى التى أصبحت المسئولة المباشرة عنها, والتى تلقنها كل شئ حاول أن يسيطر على أعصابه وقال بهدوء : عليك أن تهدأ وتفكر بعقلك لا بعواطفك , فنحن فى موقف لا يحتمل أى توتر زوجتك كانت أكثر شجاعة منك, واختارت أن تساعدنا بارادتها, لقد فهمت الحقيقة التى ترفض أنت أن تفهمها, لو لم تسافر اليهم فلن يتركوها أو يتركوك لقد قامت بواجبها بنجاح, ولم يبقى سوى خطوة واحدة وتعود اليك كف عن عنادك الذى كاد أن يرديك وانظر للأمور من وجهها الصحيح أكمل بغيظ : يا الهى..أكاد أفقد عقلى منك ومن تصرفاتك, لقد أصبتنى بفزع لم أشعر بمثله قط فى حياتى عندما شاهدتك من بعيد بالمنظار المكبر وبراون يطلق عليك النار ويلقيك فى حقيبة السيارة لم يدر بخلدى مطلقا وقتها انك أخيرا استمعت لنصيحتى وارتديت السترة المضادة للرصاص نظر اليه على وقال وهو يتذكر ما حدث : لم أرتديها لأننى خائف من الموت, لقد شعرت أنها بحاجة ماسة لحمايتى, ولا يمكننى حمايتها وأنا ميت عندما عادت الى فى الفندق, ورأيت الرعب الهائل الذى يملأ عينيها, أدركت أنهم لن يتركوها وسيصلون اليها بأى ثمن, فهم يريدونها حية, وقتها تذكرت كلماتك عن الباب الذى يجب أن يكسر ليصلوا اليها, ولم أشأ أن أعطيهم الفرصة, لذلك ارتديت السترة المضادة للرصاص أسفل ملابسى قبل أن أذهب الى مركز التسوق لألتقيك تنفس مصطفى الصعداء وقال : لم أصدق نفسى عندما فتحت حقيبة السيارة وبراون يتحدث مع العامل فى المبنى لأجدك حيا فيها ظننت أننى سأحمل ذنب مقتلك طوال حياتى, وأن دماءك ستحاصر ضميرى حتى أموت لقد أدركت أخيرا أنك من من يعجز الإنسان عن تقبل فقدهم بسهوله قال على بحسرة : ورغم كل هذا عجزت عن انقاذها وتركتها بين أيديهم ورحلت زفر مصطفى بضيق : لماذا تحاول أن تتجاهل الحقيقه؟ لايمكن أن تواجههم وحدك..لقد فعلت التصرف الوحيد الصائب والممكن فى تلك الظروف, لقد تركتها ورحلت لتعود اليها انظر ماذا فعلوا معك , لم تكد تغادر المكان حتى سعوا للتخلص منك, لو كنت بقيت هناك كانوا سيقتلونك فى كل الأحوال, ولكن الفرق أن حياتها هى أيضا ستكون مهدده, ولكنك منحتها فرصه لتخدعهم اقترب منه ووضع يده على كتفه بتعاطف وقال : اطمئن, لن يطول الأمر كثيرا, لقد أنجزت المهمة بنجاح وأرسلت القوائم ابتسم بسخرية تقطر بالمرارة : نعم, أنا مطمئن تماما...فزوجتى تحيا بعيدة عنى من شهرين بين مجموعة من الأوغاد وأنا أجلس هنا أتسامر معك وأتناول الشاى جلس مصطفى على الكرسى المجاور له وأطلت من عينيه نظرة اعجاب كبيرة وهو يقول باشفاق : هل رددتها اليك لتعذب نفسك كل هذا العذاب؟ قال بهدوء : بل لأننى لم أصل بعد لتلك المرحلة من النذالة, ليس باستطاعتى أن أتركها وحدها وأهرب, على أن أشاركها نفس المصير اتسعت ابتسامة الإعجاب فى وجه مصطفى وقال : ولهذا رضخت أخيرا لما طلبته منك ونفذته بدون اعتراض, حتى تستطيع البقاء هنا بجوارها قال على : نعم, ولأول مرة من سنوات عديدة أزيل لحيتى كلها قال مصطفى باسما : أنت حقا صعب المراس, كنت مضطرا أن أطلب منك ذلك, ألا تعلم أن لحيتك المميزه قد جعلت منك شخصية شهيرة للغاية هنا؟ تأمل ملامح وجهه الوسيم الحليق وحاول أن يغير الموضوع قليلا ليخرجه من حالته السيئه, فقال مداعبا : أنت عجيب حقا, لا أدرى كيف لرجل عاقل أن يخفى كل هذه الوسامه خلف غابة من السواد. أتخشى أن تطاردك النساء؟ تجهم وجه على وقال بضيق : ان كل ما أخشاه الآن أن يخبروها بنبأ موتى, أخشى أن تنهار فى أية لحظة قال مصطفى : اطمئن , ليس هذا من مصلحتهم, فهم يريدون استغلالها قدر ما يستطيعون, والا لم صنعوا شبيها لك وجعلوه يركب الطائرة أمام عينيها؟ انهم الآن يعتقدون أنهم وجهوا الينا ضربة قاصمة بقتلك واستقطابها الى معسكرهم ولن...... قطع استرساله فى الحديث جرس الهاتف, نهض من كرسيه واتجه الى ركن الصالة وتناول سماعة الهاتف الموضوع على طاولة صغيرة وأجاب فجأة....انهال عليه الصمت تماما, واتسعت عيناه بدهشة شعر على بالقلق الشديد من تعبيرات وجهه فنهض من مكانه واقترب منه وهو ينتظر بفارغ الصبر أن ينهى المكالمة وبمجرد أن وضع مصطفى السماعة, بادره على بلهفة : ماذا حدث؟ التفت اليه مصطفى والدهشه على وجهه : زوجتك قال بقلق بالغ : هل حدث لها مكروه؟ مصطفى : اختفت هتف على بغضب : ماذا تعنى؟ قل مباشرة مصطفى : سالم المكلف بتعقبها يقول انها خرجت من المركز فى وقت متأخر أمام كل الأعين, وبعد مدة تركت سيارتها واستقلت مترو الأنفاق واختفت هناك على بقلق هائل : وماذا يعنى ذلك؟..هل اختطفوها؟ مصطفى : لا أظن..فهم أيضا يبحثون عنها أسرع مصطفى يفتح الباب بمجرد أن سمع جرسه يرن دخلت داليا مسرعة وهى تلهث وتقول باهتمام كبير : سيد مصطفى لقد وجدوا د.باركلى ميتا فى المركز انتفض على وتقدم منها وهو يهتف بفزع : قتلته؟ نظرت اليه داليا وقالت بدهشة كبيرة : كيف عرفت؟ سأل مصطفى باهتمام : هل قتلته بالفعل؟ قالت داليا : لا أدرى..لكن عربة الإسعاف حضرت والشرطة أيضا, وعرفت أنهم يوجهون اليها تهمة قتله هتف على وهو يتحرك بعصبية نحو الباب : انها فى خطر كبير, يجب أن أجدها قبل أن يصلوا اليها أمسك مصطفى بذراعه وقال بصرامة : انتظر, لن تخرج من هنا التفت اليه على والشرر يتطاير من عينيه: ماذا أنتظر؟ ساره وحدها ضائعة فى هذا البلد, والكل يطاردونها قاطعه مصطفى بصرامه : اسمعنى جيدا, أنت هنا على ملعبهم, ولن تجدها أبدا اذا لم تهدأ وتفكر بعقل لقد مات باركلى, الشخص الوحيد الذى يمكن أن يعرف كيف تفكر وأين يمكن أن تذهب, وهذا فى صالحنا تماما لم يعد هناك غيرك يستطيع أن يجدها, أنت الوحيد القادر على معرفة أين ذهبت, هروبها الآن ليس له سوى معنى واحد, أنهم كشفوها بشكل ما مما يعنى أنها لم تنجح بالفعل فى العثور على القوائم. والا لكانت قد لجأت الينا فى أحد العناوين التى حفظتها من داليا نظر الى داليا متسائلا : أليس كذلك؟ هزت رأسها بالموافقة وقالت : لم تصلنا أى أخبار من المنازل التى أعطيتها عناوينها التفت الى على وقال : اذا فالأمل الوحيد هو أن تعمل فكرك وذاكرتك لتجدها , أنا واثق تماما أنك ستنجح..أعتمد عليك فى هذا تركه على وسار ببطء نحو النافذه وعلى وجهه دلائل التفكير العميق وسمعه مصطفى يتمتم بكلمات لم يتبين منها سوى اللهم.. أخذت عينا على تدوران فى أرجاء المدينة الكبيرة التى تبدو صغيرة من ذلك الإرتفاع الشاهق فى البناية التى يسكنونها وبعد عدة دقائق التفت الى مصطفى وعينيه تبرقان ببريق قوى وقال بثقة : عائلة آجنس مصطفى بشك : أول عائلة استقبلتها فى أمريكا؟؟ ولم تذهب اليهم الآن؟ لن يستطيعوا مساعدتها على وهو يبتسم : ليس عندما يكون هناك مارك آجنس عقد مصطفى حاجبيه بتساؤل فقال على : مارك آجنس فتى متهور شديد التمرد, وهو هاكر محترف استطاع اقتحام الكمبيوتر الخاص بالبنتاجون والحصول على وثائق بالغة السرية ولكنهم اكتشفوه وقضى فترة عقوبة بالسجن كانت ساره تعطف عليه كثيرا, وتتأثر لما يحدث له ابتسم مصطفى برضا والتفت الى داليا وقال : داليا, تعرفين ما ستفعلينه,هيا بسرعه لا وقت لدينا اتجه على نحو الباب وهو يقول بسرعه : سأذهب اليها اعترضه مصطفى وقال بحزم : لا..لن تخرج من هنا..فأنت مستهدف, لاتزد الأمر سوءا وبدلا من أن ابحث عن واحد أغرق بين اثنين دعنى أقوم بعملى, ولو كان ماتقوله صحيحا فسنصل اليها قبلهم | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:23 pm | |
| ظلت ساره تبكى بانهيار شديد . وكلما وقعت عينها على جثة جيف, ازدادت فزعا وانهيارا, قتلته دون قصد أو عمد, عندما وقع مسدسه قدرا فى يدها, فحالة الرعب التى أصابها بها لم تسمح لها باستيعاب ما تفعله حقيقة. دفنت وجهها بين كفيها حتى لاترى جثة جيف وظلت تبكى برعب وتنتظر أن يفتح الباب فى أية لحظة ليقبض عليها الحرس الليلى للمركزويأخذوها للشرطة, أو ربما أخذوها الى مكان آخر لا تعرفه ليستجوبوها فيه بأنفسهم, ويستخرجوا منها ما تعرفه بعد مدة لا تدرك حجمها بدأ بكاءها يهدأ, رفعت وجهها ببطء وعقدت حاجبيها, وأخذت تتأمل السقف والجدران, فجاءتها فكرة عجيبة ان حجرة جيف هى الحجرة الوحيدة فى المركز التى بلا كاميرات مراقبة, كما أن تأخرهم فى اقتحام الحجرة كل هذا الوقت يعنى أنهم لم يسمعوا صوت طلقات الرصاص, ربما لم يكن حارس الدور فى مكانه, أو ربما تكون الحجرة عازلة للصوت اذا فهناك أمل فى النجاة نهضت من الأرض مستندة الى الجدران وهى تشعر بإعياء شديد, ولكنها تحاملت على نفسها ومسحت دموعها وعدلت من ملابسها, واطمأنت أن مظهرها على مايرام استجمعت شجاعتها الهاربة من كل أنحاء جسدها, لتتجمع فى يدها الممسكة بمقبض الباب أخذت نفس عميق وفتحت الباب وخرجت وأغلقته خلفها, وسارت فى الممر بخطوات حرصت قدر استطاعتها أن تكون عادية. دخلت حجرتها وتناولت حقيبتها وهى تنظر خلسة الى كاميرات المراقبة, أطفأت الكمبيوتر والأنوار وغادرت المكان لم تصدق سارة نفسها, وتسارعت ضربات قلبها بشدة وهى تعبر بوابة المركز وترحل بسيارتها أمام أعين الحرس مثل كل يوم استمرت ساره تسير بسيارتها فترة وفكرها شارد حزين, لاتدرى أين تذهب, كان قلبها يرتجف بشدة من الخوف والوحدة, وأخذت تقاوم دمع عينيها حتى تستطيع رؤية الطريق أمامها قررت أن تذهب لأقرب عنوان بيت آمن حفظته من داليا فجأة قفزت صورة علي أمام عينيها, وبدأ الخوف يراودها كيف ستعود بعد أن فشلت فى مهمتها, وماذا ستقول لهم؟ وهل سيتقبلون فشلها؟ وماذا سيقول علي عنها؟ والطفل الذى ينمو بداخلها هل سيعرف أن أمه كانت يوما ما جاسوسة؟ انتابتها قشعريرة شديدة لمجرد ذكر الفكرة, وأدركت أن العودة مستحيلة قبل أن تكمل ما بدأته تذكرت أنها مراقبة من الجانبين, وأخذت تفكر فى وسيلة للهروب من المراقبة أوقفت سيارتها الى جانب الطريق وخرجت منها, وأسرعت الخطا ونزلت الى محطة مترو الأنفاق, وفى الأسفل وقفت تنتظر المترو, كانت المحطة خالية الا من بضعة أشخاص قلائل فى تلك الساعة المتأخرة من الليل. ركبت المترو وبدأت رحلة مناورة للهروب من المراقبة كانت ساره تعرف جيدا تلك البلد جيدا فقد قضت فيها سنوات عديدة كانت تعرف جيدا أى المحطات تكون خالية فى تلك الساعة من الليل, لتنزل فيها وتستقل مترو آخر ثم تنزل فى المحطات التى بها مسارات متقاطعة للمترو وتبدل مسارها الى اتجاه آخر فى المدينة بدلت مسارها عدة مرات, حتى اطمأنت تماما أنها بعيدة عن كل عين تتبعها, بعدها خرجت من شبكة المترو لتستقل تاكسيا الى منزل عائلة آجنس وقفت أمام الباب قليلا, ومرت بذاكرتها الأشهر الثلاثة التى قضتها مع تلك العائلة فى أول مرة تطأ قدميها تلك الأرض تذكرت ترحيبهم بها ومعاملتهم الحسنة, سمعت صوت موسيقى صاخبة يأتى من الداخل, وعرفت أن مارك بالداخل, فهذه الموسيقى يحبها كثيرا استجمعت شجاعتها وضغطت الجرس وهى تحاول أن ترتب أفكارها وتبحث عن حجة مناسبة لقدومها اليهم بعد كل هذه المدة الطويلة وفى هذه الساعة المتأخرة من الليل بعد قليل فتحت الباب سيدة شقراء أخذت تحدق بوجهها بدهشة كبيرة, فقالت ساره بهدوء : كيف حالك آنى؟ صرخت آنى بسعادة : ساره! ساره العزيزة, كيف حالك؟ افتقدتك كثيرا احتضنتها بشوق وهى تهتف : تعالى..ادخلى بدأت ساره تشعر بالراحة بعد استقبال آنى الحافل لها..كما هى تماما, لم تتغير, ودودة, طيبة دخلت ساره الى البيت وهى تسألها : كيف حال بيل؟ قالت آنى وهى تدعوها للجلوس فى مقعد وثير : انه نائم فوق, سيسعد كثيرا عندما يراكى هزت آنى رأسها وهى تتأملها بحب : تغيرت كثيرا ساره, لم أعرفك فى البداية..تبدين مرهقة يا عزيزتى أخذت ساره تتأمل البيت من حولها, فقالت آنى : لم يتغير كثيرا قالت ساره : كيف حال مارك؟ ظهر الحزن فى عينى آنى ونظرت الى باب غرفة مغلقة يأتى من خلفها صوت الموسيقى الصاخبة وقالت : لم يتجاوز الأمر بعد أنا سعيدة أنك أتيت, وجودك سيخفف عنه كثيرا, فهو يحبك ويستمع اليكى نهضت ساره واتجهت الى الغرفة قائلة : سأراه آنى : وأنا سأعد لك شرابا تحبينه طرقت ساره باب الغرفة وهى تدرك أن من بالداخل لا يمكن أن يسمع صوت طرقاتها التى اختفت تحت صوت الموسيقى العالى فتحت باب الغرفة ببطء ونظرت الى الشاب الصغير الجالس أمام جهاز الكمبيوتر وهو يهز رأسه على ايقاع الموسيقى, ثم ألقت نظرة سريعة على الغرفة التى تعج بالفوضى, ثم عادت تتأمل الشاب الجالس, كان شابا نحيلا لم يبلغ العشرين بعد, شعره الطويل الغير مصفف تنسدل خصلاته على جبينه بلا انتظام التفت الشاب فجأة وأخذ ينظر الى ساره بدهشة, ثم اتسعت عينيه العسليتين بسعادة وهتف قائلا وهو يقفز من مكانه : من؟ الأميرة العربية؟ ابتسمت ساره بشحوب وقالت : مرحبا مارك..كيف حالك؟ قال وهو يهز رأسه : فى الأسوأ...تعالى اجلسى لم أرك منذ مدة طويلة..حقا اشتقت اليكى قالت وهى تجلس على الكرسى : آنى قلقة عليك قال بلامبالاة : هذا هو الطبيعى سألته : كيف خرجت من السجن؟ قال باسما : اطلاق سراح مشروط..وهاأنا ذا ولد مطيع وهادئ, لا أفعل شئ سوى سماع الموسيقى ولا أتسبب بالمشاكل هز كتفيه ومط شفتيه وهو يكمل : حياة أشبه بالموت قالت بجدية : مارك, أحتاج الى عبقريتك بشدة, فأنا فى مأزق كبير قال باسما : ألا زلت مؤمنة أننى عبقرى؟.ولكن الجميع لهم رأى آخر قالت بجدية شديدة : أنا مؤمنة أنك الوحيد الذى يمكنه انقاذى الآن بدأ الحماس يدب فى ملامح وجهه, واتقدت عينيه ببريق ماكر, وقفز الى الكرسى الذى كان يجلس عليه أمام الكمبيوتر وهو يسألها بحماس : أخبرينى ماذا تريدين, وما هى المشكلة التى تواجهك؟ قالت باهتمام : ان جيف يهددنى ببعض المستندات التى لو ظهرت قد تدمر مستقبلى كله, أحتاج أن أعرف مكان الملف الذى به هذه المستندات, وما الذى يحويه على وجه التحديد قال بدهشة : الا تعرفين مكانه؟ أجابت مباشرة : انه فى كمبيوتر الجامعه هز رأسه بعجب وهو يعمل أصابعه فى لوحة المفاتيح : واو...انه مكان فسيح حقا ابتسم قائلا : لا تقلقى, من أجلك أنت سأعثر عليه, ونكاية فى ذلك الوغد الأحمق لكم كنت أكرهه, كان دائما ما يذكرنى بالساحر الشرير فى قصص الليالى العربية قالت وقد بدأت الإبتسامة تعرف طريق شفتيها : تقصد ألف ليلة وليلة قال ضاحكا وأصابعه تعمل بجد وعيناه على شاشة الكمبيوتر : نعم..الذى يسعى دائما لسرقة التفاحة الذهبية واختطاف الأميرة التفت اليها وقال ببساطة : ولكن الأميرة العربية تغيرت كثيرا, ازددت جمالا, هل تزوجت؟ هزت رأسها , فقال وهو ينظر الى الشاشة ويعمل بجد : أتوق لرؤية ذلك الفارس العربى الذى أنقذ الأميرة من الساحر الشرير قالت بدهشة : ومن أدراك أنه عربى؟ قال بتأكيد : لا يمكن أن يحظى بقلب الأميرة سوى فارس عربى عقدت حاجبيها وقالت بشرود : لديك تعبيرات غريبة حقا قال باسما : انت التى علمتنى الا تذكرين عندما كنت تعيشين معنا ؟ كنت فى الحادية عشر, وكنتى تحكين لى باستمرار قصص الليالى العربية, والسندباد زفر بحرارة وقال بحزن : كنت أظن وقتها أن العالم ملئ بالأخيار وأنهم يجب أن ينتصروا, ولكنى عندما حاولت أن أصبح واحدا من الفرسان الأخيار وأكشف للناس زيف الساحر هز رأسه وأكمل بسخرية مريرة : ألقى الى بكرته النارية, وحبسنى فى كهف التنين, وسقط العالم كله تحت سيطرة الساحر الشرير, واستطاع أن يبسط سحره ليسيطر به على عقول الناس تأملته سارة طويلا وملأ قلبها الأسى لأجله وهى تفكر, لم يعد هو مارك الصغير المرح الودود, ذى الأحلام الرومانسية, لقد سحقوا روحه بقسوة أكمل بود : ولكن رغم كل هذا, تبقى الأميرة العربية هى أفضل أصدقائى ابتسمت ساره وهى تتذكر تلك الأيام التى قضتها بصحبة مارك وهم صغار وقالت : وأنا كنت ولازلت أعتبرك أخى الأصغر تحفز مارك وظهر على وجهه الإهتمام الشديد, ثم صرخ بمرح كبير وهويحرك قبضتيه بحماس: واااااااااااو...وجدته...وجدته...هاهو ذلك الوغد الأحمق..لقد أتعبنى كثيرا ابتسمت ساره برضا وقالت : ثقتى فيك لم تهتز أبدا..كنت أعلم أنك الوحيد القادر على مساعدتى صمت مارك قليلا وتجهم وجهه, ثم هتف بضيق : اللعنة, هذا السافل يضع كودا سريا قالت ساره بقلق : هل ستنجح فى التوصل اليه؟ مط شفتيه وقال ببطء : ليس الأمر بتلك السهولة, ولكنى سأجده. من أجلك سأجده أخذ الإثنان يعملان لمدة طويلة, وخاضا محاولات لا حصر لها, والوقت يمضى وبدأت ساره تشعر بقلق كبير وهى تفكر فيما ينتظرها بعد أن يكتشفوا جثة جيف, لاشك أنهم سيقلبون البلد عليها, وقد يستدعوا توم, وعندها سيجدونها لامحاله مسحت وجهها بكفيها وظهر عليها القلق الشديد وقالت لمارك : لابد أن تنجح, مستقبلى كله يتوقف على هذا الملف تركت الكرسى وأخذت تدور فى الحجرة, ثم توقفت قليلا أمام النافذه, ونظرت الى ضوء الفجر الذى بدأ يلوح فى الأفق, وزفرت بيأس وظهرت الدموع فى عينيها وهى تهمس : ياالله..ساعدنى..أعلم أنك موجود..الآن فقط أنا متأكدة أنك موجود أسندت رأسها الى زجاج النافذه باعياء شديد, وتلاحقت أنفاسها وهى تهمس بضراعة : ساعدنى يا الهى, أعلم أننى مذنبة وعاصية, أقر وأعترف بذنبى لك وحدك, ولكن من سواك ألجأ اليه, ساعدنى يا الهى من أجل علي, بل من أجل ذلك الجنين الذى ينمو بداخلى, ساعدنى أن أنجز المهمة وبعدها لا يهمنى ما يحدث لى, سأتقبل قدرى مهما يكن أسندت جبينها الى زجاج النافذه وأغمضت عينيها بقوة وسالت دموعها فجأة...سمعت صوت مارك يضحك بطريقة تمثيلية : ها ها ها ها..افتح يا سمسم التفتت اليه بلهفة كبيرة ومسحت دموعها وعادت الى كرسيها وعينيها على شاشة الكمبيوتر فقال مارك بمرح : هكذا تعلمتها منكى : افتح يا سمسم أخذت نفس عميق وعينيها على شاشة الكمبيوتر وهى تهمس : الحمد والشكر لله قال بعجب : ماذا قلت؟ قالت باسمه : تستحق عن جدارة لقب على بابا هازم الأربعين حرامى تناولت منه لوحة المفاتيح وأخذت ترسل القوائم الى العناوين التى تحفظها انتفضت ساره بخوف على الصوت المميز لسيارة الشرطة, ارتبكت قليلا ثم عادت أصابعها تعمل بسرعة فى لوحة المفاتيح وعندما اطمأنت أن العملية تمت بنجاح, أزالت كل الملفات وأى شئ يدل على ما كانت تفعله هى ومارك من على الجهاز, ولم ترفع يدها من على لوحة المفاتيح الا عندما وجدت نفسها أمام اثنين من رجال الشرطة, رجل وسيدة, وأخذت الشرطية تلقى على مسامعها حقوقها, وقالت : أنت مطلوبة بتهمة قتل جيفرى باركلى ظهر على وجه آنى الفزع واتسعت عينا مارك بذهول ونظر الى ساره وهتف : وااااااااااو قتلتيه ؟.....حقا؟ هزت رأسها باستسلام وعلى وجهها الإعياء الشديد ضحك مارك بطريقة غريبة وقال بحماس : انه يستحق, حقا يستحق التفتت اليه الشرطية وقالت بغلظة : ماذا تعرف عن هذا الأمر؟ أسرعت ساره تقول : انه لا يعرف أى شئ, أنا التى قتلته وضعت الشرطية الأغلال فى معصميها وقادتها الى الخارج بقسوة فاستوقفها مارك برجاء : هلا كلمتها كلمة أخيرة توقفت الشرطية وقالت بغلظه قل ما تريد بسرعة : نظر مارك الى ساره باشفاق وقال بتعاطف : ساره, لا تقلقى, واعلمى أن السجن ليس أسوأ مكان فى العالم, هكذا تقول صديقتى تينا سأتحدث اليها فلديها صديقات كثيرات فى السجن يمكن أن يعملوا على رعايتك حاولت ساره أن تبتسم له لكنها عجزت, فهزت رأسها ثم ألقت الى آنى نظرة امتنان كبيرة دفعتها الشرطية أمامها وهى تقول : هيا اقتادوها الى سيارة الشرطة, ورحلت مودعة بنظرات الإشفاق والتعاطف من مارك وآنى | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:23 pm | |
| دخل مارك الى حجرته وهو يشعر بحزن بالغ, وجلس ينظر الى شاشة الكمبيوتر بشرود وتمتم بأسى : الحياة شديدة القسوة على من لهم قلوب كساره انتفض على صوت اقتحام باب البيت, وبمجرد أن نهض من مكانه ليعرف ما الأمر, حتى وجد نفسه محاطا بمجموعة من الرجال لا يعرفهم سأله أحدهم مباشرة : أين ساره؟ اتسعت عينا مارك وفغر فاهه من الدهشة وصمت تماما من المفاجأة ابتعدت سيارة الشرطة بمسافة كبيرة عن البيت, التفتت الشرطية الى ساره التى تجلس بجانبها فى المقعد الخلفى للسيارة وابتسمت وقالت بلهجة مصرية خالصة : ساره, حمدا لله على سلامتك, السيد على فى انتظارك التفتت اليها بدهشة عظيمة واتسعت عيناها عن آخرهما وهى تتأمل تلك الشرطية الأمريكية الشقراء وهى تخرج من جيبها مفاتيح الأغلال وتحل قيودها وهى تبتسم لها بود وتقول : عذرا, لم نجد وسيلة أفضل لإنقاذك, فالسلطات كلها خلفك ابتلعت ساره ريقها وبدأت تشعر بالأمان وهى تنظر الى رفيقتها المصرية التى قالت بعد قليل : سنبدل السيارة وملابسنا كذلك, ونظرا لأن شكلك مميز للغاية فعليك أن تتخلى قليلا عن حجابك لم تتوقع الفتاة المصرية التى ترتدى زى شرطية أمريكية أن يكون رد فعل ساره على كلامها بهذا العنف فلقد صرخت ساره فى وجهها صرخة غاضبة أفزعتها : لاااااا حدقت الفتاة فى وجهها بذهول وكذلك زميلها المرتدى لزى الشرطى ويحتل المقعد المجاور للسائق, ثم صمت الإثنان تماما ولم يعيدان اقتراحهما ثانية أسندت ساره رأسها الى زجاج النافذة المجاور لها بارهاق واضح والإعياء والتعب يحتلان كل جسدها ومضى الوقت وهى على جمر مشتعل , تنتظر بفارغ الصبرأن تلتقى علي, حتى وصلت أخيرا الى المنزل الآمن الذى به علي ومصطفى وداليا بمجرد أن دخلت ورأت على أمامها حتى تجمدت تماما فى مكانها وهى تحملق فى وجهه بذهول ووجهها يحمر بشدة والدموع تتجمع فى عينيها اندفع علي نحوها بلهفة شديدة وهو يهتف بحنان : ساره, هل انت بخير؟ ارتدت بحدة للخلف وهى تصرخ ودموعها تغرق خديها : لا.. مستحيل, لقد, لقد أزلت لحيتك قال بعطف : كنت مضطرا حتى أستطيع أن أبقى هنا بجانبك انهارت بارهاق على أقرب كرسى اليها وقالت بصوت متقطع يمتلئ بالألم : ولكن...أنا, أنا لا آلفك.....لا أستطيع أن آلفك..أشعر بغرابه شديده , انت لست أنت اقترب منها وأمسك يديها الباردتين المرتجفتين وقال بصوت يمتلئ عطفا محاولا التخفيف عنها : ساره, الأمر ليس بهذه الأهميه ..انها مجرد لحيه قالت بأسف بالغ : ولكنك تعتز بها كثيرا, لقد حلقتها رغما عنك قال بحب كبير : قد أخسر أى شئ فى الدنيا, ولكنى لا أستطيع أن أخسرك تنحنح مصطفى مؤذنا علي بالكلام : علي..موعد الطائره, يجب أن ترحلا فورا نظر اليه علي وقال بقلق : مصطفى, أريد أن أعود الى مصر بأمان, لاأحب أن أفاجأ بأن صاروخ طائش مجهول الهويه يعترض الطائرة...أتفهمنى؟ قال مصطفى باسما : اطمئن, أفهمك تماما, وأعد لكما رحلة آمنة برفقة مجموعة هامة رفيعة المستوى أكمل بتردد : ولكن.......آ...احم..احم...أظن أن تخليها عن الحجاب قليلا فقط لنخرج من هنا سيكون أفضل للأمان و... نظرت ساره الى علي وكأنما تستنجد به وتعلقت بيده وقالت باصرار : لا....لن أفعل...لن أفعل التفت الى مصطفى وقال بصرامه : سمعت ما قالته, فابحث عن حل آخر نظر اليه مصطفى بضيق وأشار اليه انه يريده , ربت علي على كف ساره وغمرها بنظرة حنان, ثم تركها وذهب خلف مصطفى الى الحجرة الأخرى, وبقيت داليا معها قال مصطفى بضيق شديد وبصوت خفيض حتى لا يسمعه من فى الحجرة الأخرى : كف عن النظر الى وكأننى من الأبالسه. ان ما أفعله الآن هو لتأمينكما, انظر حولك واعرف جيدا اين نحن, لسنا هنا فى مصر قاطعه علي بغضب شديد : اسمعنى جيدا, لقد عانت ساره كثيرا, ولن أطلب منها مالا تريده, كما أننى لا أوافق على طلبك هذا مصطفى : ولكنك حلقت لحيتك عندما... علي بغضب : الأمر مختلف تماما هذه المرة, فكر فى خطة أخرى, وأنا متأكد أنك لن تعجز ............................................ غادرت الطائرة الأراضى الأمريكية متجهة الى فرنسا وعلى متنها وفد ثقافى وفنى رفيع المستوى, ومجموعة من مشاهير الممثلين, للمشاركة فى مهرجان كان السنيمائى الدولى وفى أحد أركان الطائرة كان يجلس أحد منتجى الأفلام وهو سعودى بثوبه الأبيض وغطاء رأسه المميز, وبجواره زوجته كانت ساره مرهقة للغاية وتشعر بآلام شديدة ولكنها كتمت كل هذا بداخلها وتحملت الرحلة الطويلة فى سبيل العودة السريعة الى مصر ومن فرنسا ...استقل علي وساره مباشرة الطائرة المتجهة الى مصر وفى الطائرة بادرها علي بقلق : ساره, تبدين متعبة للغاية ضغطت أسنانها بقوة حتى لاتصرخ وقالت بضعف : أظن أننى لم أنم منذ وقت طويل قال بعتاب حانى : لازلت تخفين ألمك عنى؟ حاولت الإبتسام بصعوبة وقالت ووجهها يزداد شحوبا : عندما أعود الى البيت سأرتاح قالت بوهن وهى تضغط يده بضعف : كم أشتاق الى العودة الى البيت لأرتاح قال بحنان : لقد وعدتك أنى سأعيدك الى البيت قالت بعتاب : نعم, أعلم جيدا أنك لاتخلف وعدك أبدا قال بألم : سامحينى..كنت مضطر سامحينى أفزعه شحوب وجهها الشديد وشفتيهها تتحولان بسرعة الى اللون الأزرق, وارتعاشة يدها بين يديه., والعرق الشديد على جبينها برغم برودة يديها استدعى المضيفة, فجاءت مسرعة, كانت واحدة من فريق مصطفى, مهمتها مرافقة علي وساره وتأمين رحلتهما نهض على من مكانه وتحدث الى المضيفة : ساره مريضة للغاية, نحتاج الى سيارة اسعاف بمجرد أن نصل جلست المضيفة مكان علي وتحدثت قليلا الى ساره, ثم أحضرت بطانية ثقيلة ولفتها حولها وقالت لعلى : انها باردة للغاية, ابقها دافئة وحاول ألا تدعها تفقد وعيها نظرت فى ساعة يدها وقالت : ساعة واحدة ونصل ان شاء الله سأتصل بهم ليجهزوا لها سيارة اسعاف, وسآتى لها بشراب دافئ رحلت المضيفة وجلس علي بجوار ساره وقال وهو يمسك بيدها بين يديه : كدنا نصل يا حبيبتى همست بضعف شديد : هل. هل مازلت تحبنى؟ قال بحنان : وهل أستطيع أن أحب غيرك؟ ماذا حدث؟ ..هذه هى المرة الألف التى تسألينى فيها هذا السؤال منذ غادرنا أمريكا بدأت عينيها تغربان وجفنيها يتثاقلان, فقال علي بقلق بالغ : ساره لا تنامى, تحدثى الى, كدنا نصل حاولت ان تبتسم له فلم تستطع, همست بصوت شديد الضعف : اطمئن, أنا بخير , فقط أريد أن أنام لم تكد تكمل الكلمة حتى أغمضت عينيها تماما, وسكنت حركتها وارتخت أصابع يدها بين يديه وارتعد قلب علي بشدة وهو يناديها ولا تجيب | |
| | | Admin Admin
عدد المساهمات : 744 نقاط : 2721 تاريخ التسجيل : 24/10/2011
| موضوع: رد: الرجل ذو اللحية السوداء .. الأحد مايو 31, 2015 9:24 pm | |
| بمجرد أن هبطت الطائرة فى الأراضى المصرية حتى انتقلت ساره على الفور الى سيارة الإسعاف التى كانت تنتظرها على أرض المطار ومنها الى المستشفى, وهناك كان فى استقبالهما الدكتور عبد الرحيم الذى حضر خصيصا للإطمئنان على علي وساره وقف على يحترق قلقا أمام الحجرة التى بها زوجته والطبيب والممرضات ولم يكف لسانه عن التمتمه بالدعاء والإستغفار وعينيه شاردتان تماما ووقف د.عبد الرحيم ومصطفى ينظران اليه ولا يجرؤ أحدهما على الإقتراب منه أو التحدث اليه وهو على تلك الحالة خرج الطبيب من الحجرة أخيرا, اتجه اليه علي مسرعا وسأله بقلق بالغ : كيف حالها؟ قال الطبيب : ستكون بخير ان شاء الله, كانت تعانى من هبوط شديد بسبب النزيف, ولكنا أجرينا لها نقل دم, واستفاقت بفضل الله ولكنى بحاجة لأخذ موافقتك الكتابية لإجراء جراحة قيصرية لها واستخراج الجنين عقد علي حاجبيه وقال بذهول : أى جنين؟ صمت الطبيب قليلا وعلت الدهشة وجهه ثم قال : ألا تعلم أن زوجتك حامل فى شهرها الخامس؟ ظهر وقع الصدمة رهيبا على وجه علي, ولم يستطع أن ينطق. انتفض الجميع على صوت صرخة مدوية : علي اقتحم علي الحجرة فوجد ساره مستلقية على الترولى والممرضات يسحبنها الى الباب الآخر للحجرة متجهين بها الى حجرة العمليات اقترب منها وحاول أن يمسك بيدها والممرضات يجذبن الترولى فى الممر المتجه الى العمليات وبمجرد أن رأته حتى تشبثت بملابسه بعنف حتى أن بعض أزرار قميصه تمزقت وهى تصرخ ودموعها تسيل بغزارة : علي, سيأخذون طفلى, خذنى من هنا , احمنى, احمى طفلك أريد هذا الطفل, لقد فعلت كل هذا من أجله, لقد منحنى القدرة على المقاومة والصمود, لقد تمسكت بالحياة من أجله, لاتدعهم يقتلوه لم يستطع علي أن يرد بأى كلمة, عقد لسانه تماما كل ما استطاع أن يفعله هو ان حجز دموعه عن الإنهمار, وهو يربت على كتفيها وكفيها محاولا أن يهدئ من روعها حتى أتى طبيب التخدير وأعطاها حقنة جعلتها تغمض عينيها وترتخى عضلاتها وتترك ملابس علي أخذوها الى حجرة العمليات ووقف علي يراقبها بحسرة ودموعه تسيل بغزارة, حتى وافاه الطبيب, التفت اليه علي وقال برجاء : أرجوك, حاول انقاذ الطفل, أعلم تماما كم هى بحاجة ماسة اليه قاطعه الطبيب وهو يهز رأسه بأسف : لقد مات الجنين من أيام, أنا احاول انقاذها هى, ان جسدها يرفض أن يلفظه, حالة لم أر مثلها من قبل , انها متمسكة به حتى لو قضت نحبها معه اسند علي ظهره الى جدار الممر حتى لايسقط, وعصر عينيه بألم وهو يقول : لم أكن أعلم, لم تخبرنى قال الطبيب باشفاق : استرجع الله وادعو لها بالنجاة, فهى بحاجة ماسة للدعاء تركه الطبيب ورحل انهار جسد علي على الكرسى فى الإستراحة, وترك العنان لدموعه تسيل بصمت وهو يحوقل ويسترجع جلس بجواره د.عبد الرحيم وقال بتعاطف شديد : اطمئن يابنى, زوجتك قوية للغاية, أنا متأكد أنها ستتجاوز هذه الأزمة بسرعة, يجب أن تتماسك أمامها وتكون قويا فهى تعتمد عليك, بعد أن تتعافى ان شاء الله سأرسلها الى طبيبة نفسية جيدة دفن علي رأسه بين كفيه وقال بانكسار : لم أكن أعلم, لم تخبرنى و.. فجأة رفع رأسه وظهر على وجهه أنه تذكر شيئا وقال بدهشة : كيف لم ألاحظ؟ كيف لم أفهم؟ كانت الأعراض واضحة كالشمس القئ, الوهن, التعب المستمر, حالتها النفسية المتغيرة, وبكاءها السريع لأتفه الأسباب, كيف لم ألاحظ ....كيف؟ لماذا لم تخبرنى؟ أتاه صوت مصطفى يمتلئ خجلا : أنا أمرتها بذلك رفع علي وجهه ببطء وأخذ يحدق فيه بذهول فجأة..هب من مكانه وهجم عليه وأمسك بعنقه ودفعه الى الحائط بقسوة شديدة وقال والغضب يخرج حمما من وجهه وكلماته : من أنت لتتحكم بحياتى وحياة زوجتى بهذه الطريقة؟ من أعطاك الحق لتقصينى من مسؤليتى وتأمر زوجتى بدون علمى؟ حاول د.عبد الرحيم أن يبعده عن مصطفى الذى وقف أمامه مستسلما دون أى مقاومه لكن علي أكمل بحده : أتدرى ما فعلته؟ لقد حولتنى الى امعه مصطفى بأسف وبصوت مختنق من ضغط علي على حنجرته : كنا بحاجة اليها..لم يكن هناك أحد غيرها يستطيع مساعدتنا, كنت متأكدا انك لن تدعها تسافر ابدا لو علمت قال علي بغضب عارم : لقد قتلت طفلى وكدت تقتلها, ألا تعلم ان من فى ظروفها بحاجة الى رعاية وهدوء واستقرار نفسى؟ لقد حرمتنى أن أقوم بواجبى كزوج وأب تدخل د. عبد الرحيم : لم يعد هذا يجدى الآن, فكر فقط فى زوجتك تركه علي وارتمى على الكرسى ودفن وجهه بين كفيه وترك دموعه تسيل بغزارة وأخذ يستغفر بقوة وقال : كيف يسامحنى الله على ما فعلته بها؟ مضت فترة وهو على هذه الحالة ومصطفى يملأ وجهه الأسى والأسف رفع علي وجهه بعد أن تماسك قليلا وقال بصرامه دون أن ينظر الى مصطفى : كنا أصدقاء يوما ما, ولكنى لا أريد أن أراك بعد الآن, ابتعد عنى وعنها, لا أريدها أن تراك أبدا ولو مصادفة, أريدها أن تنسى كل الآلام والضغوط التى مرت بها وليساعدنى الله على اصلاح ما كسر اقترب د.عبد الرحيم من مصطفى وقال له مواسيا : لا تغضب منه , يجب أن تقدر المعاناة التى يعيشها الآن تنهد مصطفى وقال بحزن : أقدر تماما ما يعانيه, ولكن أشد ما يحزننى أننى قد خسرت صديقا عزيزا أتاه صوت علي الغاضب : وأنا خسرت طفلا...وكدت أخسر زوجتى .................................................. .. فتحت ساره عينيها لتجد نفسها فى حجرة فى المستشفى وبجوارها أباها وحماتها فقالت : أين علي؟ ماذا حدث؟ قال الأب بحزن : اطمئنى يا ابنتى..انه يصلى الظهر فى مسجد المستشفى وسيأتى حالا عقدت حاجبيها عندما تذكرت شيئا وقالت بفزع : الـ ... الطفل ...طفلى ؟؟ سالت دموع الحماة رغما عنها وأشاح الأب بوجهه بألم وهو يقول : احمدى الله يا ابنتى, لقد كدت تموتين, لقد نجوت بمعجزة تجهم وجهها بشدة وشردت عيناها وهى تقول بصدمة : لقد فقدت جنينى؟ أغمضت عينيها بألم وقالت بحزن : أردت هذا الطفل بشدة, أردته أكثر من أى شئ فى الحياة أكملت وكأنما تتحدث الى نفسها : والآن فقدت آخر خيط يربطنى به, لا لوم ان مزق هذه الصفحة من حياته, وبدأ صفحة جديدة تنسيه الآلام التى عاناها قالت الأم ودموعها تسيل : ماذا تقولين يا ابنتى, علي لايمكن أن يتركك أبدا, فهو يحبك كثيرا أعلم ولدى جيدا فهو شهم ونبيل ومحب و......... بلحية سوداء لم تكن الكلمة الأخيرة بصوت حماتها , مما دفعها لتلتفت بكل كيانها لذلك الصوت الذى تعشقه كثيرا... علي هتفت بكل المشاعر الحبيسة التى تفجرت من أعماقها, ومعها دموعها الغزيرة التى أبت أن تخرج من بين جفونها الا من أجل هذا الرجل تأملت بحب كبير وجهه الذى بدأ يتلون بلحية خفيفة حول فمه الذى يحمل ابتسامته المميزة وهو يقول : كيف حال زوجتى الآن؟ أسبلت جفنيها بخجل وألم فى صمت جلس بجوارها على الفراش, وانسحب الأب والأم مغادرين الحجرة فى هدوء وأغلقوا الباب خلفهم قال علي والإبتسامة لاتزال تزين وجهه : الطبيب يقول أن بامكانك العودة الى البيت غدا تشبثت بيده وقالت وهى تنتحب ودموعها تجرى كالأنهار : علي, أرجوك لاتتركنى, لقد أحببتك, أحببت كل شئ فيك, شخصيتك, رجولتك, أخلاقك, شهامتك, حتى لحيتك السوداء, أحببتها منذ أن عرفت أن طفلك ينمو بداخلى وأنا أقضى الليالى وأنا أتخيله وأتخيل ملامحه تشبهك, عينيه, أذنيه, أنفه, حتى أننى قد أتخيل فى بعض الأحيان أن تكون له لحية سوداء كلحيتك رفع احدى حاجبيه وقال بسخرية مصطنعة : طفل بلحية سوداء؟ قالت بتوسل أليم : علي, عدنى أنك لن تتركنى ابدا قال بحب : لن أتركك أبدا الا اذا تركتينى قاطعته بانفعال : لا... ولا حتى هذه, عدنى الا تتركنى مهما حدث, حتى لو أخطأت وطلبتها منك بلسانى...لاتتركنى ابدا قال بعاطفة جياشة وهو يحبس دموعه بعناد : وكيف أتركك..ألم تعلمى بعد ؟ فى جماعتنا الزواج هو أسر للمرأة...أنت غنيمتى... وهل يترك الإرهابى غنيمته؟..هل نسيتى؟ أنا ارهابى بلحية سوداء .همجى .عدوانى. متخلف. متطرف. مهووس ومتعصب لآرائى الدينيه ...و.. سيكوباتى أرادت أن تضحك ولكنها عجزت تماما, قالت وهى مازالت متعلقة بكفه ودموعها تغرق وجهها ووسادتها : أنا مخطئة..أنا مجرمة.. سامحنى قال بأسف : انت التى يجب أن تسامحينى..لقد عجزت عن حمايتك وحماية....... ابتلع الكلمة حتى يمنع دموعه من الخروج من سجنها قالت بألم وندم : لقد حاولت أن احميه..حاولت عندما قابلت جيف اول مرة وأعطانى الكبسولة كنت خائفة للغاية ..أدركت أن هذه الكبسولات ستؤذى طفلى, هربت منهم حتى لا يؤذونه, أردت ان اعود اليك فقط لأعطيك الطفل وبعدها فليقتلونى أو يشنقونى لا أبالى......ولكنى..... وضع أصابعه على فمها ليسكتها وقال بحنان مبدلا الموضوع : ما هذا التصرف الأحمق الذى قمت به؟ لن أسامحك ابدا على تلك العملة السوداء حدقت فيه بذهول وانقطع بكاءها للحظات وهى تقول بارتباك : ما..ماذا فعلت؟ أخرج اللعبة الصغيرة التى على شكل كلب من الفراء من جيبه ونظر اليها والغضب فى قسماته وقال : ماهذا؟ هل كنت تحملين هذا فى حقيبتك وانت فى شهور الحمل الأولى؟ هزت رأسها ببطء وعلى وجهها ارتسمت الدهشة تمعر وجهه وجحظت عيناه بطريقته التمثيلية التى تعرفها جيدا : تريدين لطفلى أن يخرج للحياة بفرو قطيفه وأنف سوداء وبدلا من ان يبكى ينبح؟ قالت بدهشه : ماذا؟ لم أفهم؟ قال بطريقته الساخرة : لدينا هنا اعتقاد خرافى عن شئ يسمى الوحم تريدين لطفلى ان يشبه هذا؟ لاتكررى ذلك التصرف الأحمق ثانية, احضرت لك لعبة جميلة لتنظرى اليها وتتمعنى فيها شهقت ساره من المفاجأة وهى تتأمل الدمية التى أخرجها علي من خلف ظهرة وهو يضحك ضحكته المميزة : نياهاهاهاها كانت دمية قبيحة للغاية, سوداء قاتمه, لها عين واحدة وشعرها أشعث وانفها أحمر صمتت قليلا ثم تفجرت ضحكاتها ودموعها فى آن واحد, وأمسكت الدمية وأخذت تضربه فى صدره وهى تقول : ألن تكف عن تصرفاتك المجنونه ومقالبك الطفوليه هذه ؟ قال باسما : وكيف استطيع ان انتزع ضحكاتك اذا؟ هزم البكاء الأليم ضحكاتها وضحكاته أيضا فأمسك كفها بين يديه واقترب منها وقال مقاوما باستماته حزنه الشديد والمه لأجلها : ساره, لاتبكى حتى أخبرك بالمفاجأة التى أعددتها لك سنسافر معا فى رحلة همست من بين دموعها : مطروح هز رأسه نفيا وهو يهمس : بل مكان آخر, أجمل مكان فى العالم سنذهب معا لقضاء العمرة حدقت فيه بدهشة وقالت : حقا؟ قال بحب : ألم تطلبى منى التعرف على قائدى الأعظم؟ سآخذك اليه قالت بندم كبير : وهل...هل سيتقبلنى؟ قال بحب وهو يجذب رأسها اليه حتى لاترى دموعه التى عجز تماما عن حبسها وسالت على لحيته الخفيفه, ويضع قبلة حانية على شعرها : عندما تصلى الى هناك.....ستعرفين تمت بحمد الله وفضله وكرمه | |
| | | | الرجل ذو اللحية السوداء .. | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|